سَقْياً لعهدك، بلدةَ العنّاب |
يا جَنّة الأثمار والأعنابِ |
يا آيةً في الحسن رَفَّ جمالُها |
فَتَنتْ ببهجتها أُولي الألبابِ |
يا بُونةَ المجدِ العريق، ودوحةَ |
النسب العتيق، ومَجمعَ الأحسابِ |
فاقتْ طبيعتُك البلادَ بطيبها |
يا ملتقى العلماء والأقطابِ |
هَفَتِ النفوسُ إلى رُؤَاك وأصبحت |
سَكْرَى بأَخْيلةٍ من الإِعجابِ |
جُمعتْ لك الغُرر الثلاث: فساحلٌ |
رَهْو، وسهل مُمْرِع، وروابي |
وقوافلُ التاريخ فيك تَسلسلتْ |
كرسائل الأحباب للأحبابِ |
تَركتْ لنا بَصَماتِها بَرّاقةً |
في كل مُنْتَجَع، وكل جَنابِ |
قصدتْكِ من برٍّ وبحر شُرَّعاً |
مجذوبةً بجمالك الخلاّبِ |
فعلى جبالك للبهاء عجائبٌ |
وعلى سُفوحك سال كلُّ عُجابِ |
كُسيتْ شواطئُها وخُضْرُ جبالها |
جِلبابَ حسنٍ أيَّما جلبابِ!! |
ضَحِكَتْ شواطئُها ويغلي ماؤها |
بالسَّابِحينَ طفوا كمِثلِ حَبابِ |
* * * |