شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى وانطباعات
عن مدينة (عُنّابة) في الجزائر، والملتقى العاشر للفكر الإسلامي الذي عقدته فيها وزارةُ التعليم الأصلي والشؤون الدينية في صيف عام 1396هـ = تموز (يوليو) 1976م وكانت مدينة عنابة تسمى في التاريخ (بُونة).
عنابـة:
سَقْياً لعهدك، بلدةَ العنّاب
يا جَنّة الأثمار والأعنابِ
يا آيةً في الحسن رَفَّ جمالُها
فَتَنتْ ببهجتها أُولي الألبابِ
يا بُونةَ المجدِ العريق، ودوحةَ
النسب العتيق، ومَجمعَ الأحسابِ
فاقتْ طبيعتُك البلادَ بطيبها
يا ملتقى العلماء والأقطابِ
هَفَتِ النفوسُ إلى رُؤَاك وأصبحت
سَكْرَى بأَخْيلةٍ من الإِعجابِ
جُمعتْ لك الغُرر الثلاث: فساحلٌ
رَهْو، وسهل مُمْرِع، وروابي
وقوافلُ التاريخ فيك تَسلسلتْ
كرسائل الأحباب للأحبابِ
تَركتْ لنا بَصَماتِها بَرّاقةً
في كل مُنْتَجَع، وكل جَنابِ
قصدتْكِ من برٍّ وبحر شُرَّعاً
مجذوبةً بجمالك الخلاّبِ
فعلى جبالك للبهاء عجائبٌ
وعلى سُفوحك سال كلُّ عُجابِ
كُسيتْ شواطئُها وخُضْرُ جبالها
جِلبابَ حسنٍ أيَّما جلبابِ!!
ضَحِكَتْ شواطئُها ويغلي ماؤها
بالسَّابِحينَ طفوا كمِثلِ حَبابِ
* * *
فندق سرايدي:
ما أَنْسَ لا أنس الغداة مقامنا،
بسَرايِدِي، في نخبة الأصحابِ
قام السَّرَيْدي، في الجبال كدرَّة،
في صدر بارزةِ النهود، كَعَابِ
بيضاءَ تَرفُل في بديع جمالها،
وتُدِلُّ فيه بعزّةٍ، وشبابِ
نُزُلٌ، نزلنا في ذَرَاه (1) كأننا،
في جَنَّةٍ غنّاءَ، فوق سحابِ
حَفَّت جوانِبَه المناظرُ حوله،
في طِيبِ أنسمةٍ، ولُطْفِ ضَبابِ
جَمع الطبيعةَ والأناقةَ كلها،
تتباهيانِ بأروع الأثوابِ!!
* * *
مُرَكَّب الحَجّار (معمل الحديد والصُّلْب):
ومركّب الحجّار للصلب الذي،
ربط الحياةَ، بأنجح الأسبابِ
هَدَرتْ به آلاتُه، صخّابةً،
كَهَزِيم رعدٍ، أو لُيوثِ الغابِ
شُبَّتْ به نارُ الجحيم، فأثمرت
بأساً (2) ونفعاً للحِمَى الوثّابِ
ثمراً من الفولاذ، أينعَ زاهيا،
وجرى بخير، للبلاد عُبَابِ
وحديدُه المصهور، سال سواقياً،
ترمي بكل شرارةٍ كشهابِ
فاعْجبْ لنارٍ، كلّما أضرمتَها،
نُتِجتْ جِناناً، جمَّةَ الإخصابِ!!
والنارُ، إمّا أَحرقتْ متحدّياً
لِلَهيبها، وسقتْه كأسَ عَداب
هي نِعمةُ الدنيا إذا استصنعتَها
تكسو الحياةَ لنا بخير إهَابِ
فهي الذَّلُول لِمنْ تعلَّمَ علمَها،
وهي النعيم لصانعٍ، مِحْرابِ (3)
* * *
مُلتقى الفكر الإسلامي:
عنّابةٌ، فيك التقينا ملتقًى،
ثمراتُه أحلى من العُنّابِ!
أغْنتْ رجالَ الفقه تحقيقاتُه،
ومَجالَ أهلِ الفكرِ والآدابِ
فتلَمَّسوا الإسلامَ في أعماقه،
وجَلَوْا حقائقَ فيه للرُّغّابِ
هذي البحوثُ الضافياتُ ذخائرٌ
تُهدَى، فتَهدي رائداً لصوابِ
تأتيه من تَمحيصها بنفائسٍ،
ما كان يلقاها، بأي كتابِ!!
هذي الأصالةُ في الجزائر نعمةٌ،
فَتحتْ على الإسلام، أفضَلَ بابِ
أضحتْ مَنارَ مشارقٍ ومغاربٍ،
وهُدىً لكل مُحيَّرٍ مرتابٍ
في كل عام ملتقًى يأتي لهم،
في كل مشتَبهٍ، بفَصلِ خطابِ
جلَّتْ مآثِرُها، وأَغدقَ خيرُها،
وأتتْ بزادٍ للحِجا، وشَرابِ
* * *
وزير الأصالة الأستاذ مولود قاسم:
هذا الوزير، بما حَبَاه إلهُهُ
قهرَ الصعابَ بعزمه الغلاّبِ
أسْمَوْهُ مولوداً، فأصبح والداً
لِمِئاتِ آلافٍ من الطُّلاّبِ
رَكِب العزيمةَ في مدى غاياته،
فأتتْهُ خاضعةً إلى الأعتابِ
فشِعارُه: (وقل اعملوا)، ومَنارُه
َمَنْ أخلَصوا للواحد الوهّابِ
ليت البلادَ الأُخْرَياتِ يُغِيرُها (4)
منكم نجاحٌ فاق كلَّ حسابِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :999  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.