حُسن الطبيعة سحّارٌ لمن عشقا |
فلا تَلومُنّ مفتوناً به وَمِقا |
ما بين بيروت في جنبيْ سواحلها |
إلى طرابُلسٍ، إذ تَركب الطرُقا |
مناظرٌ تبهر الرائي بروعتها |
تصيح معلنةً: جَلَّ الذي خَلقا!! |
تَرى الجبال قد ازدانت بخضرتها |
واللوز والموز والأُتْرُجّ قد بَسَقا |
والبحرَ قد جاش بالأمواج شاطئُه |
يُخال ذَوْباً من الفيروز مصطفقا |
كأنّ في سطحه والشمس ساطعة |
وَدْقاً من اللؤلؤ البَرّاق قد وَدَقا |
يَخال مَن كان في الإِمساء راكبه |
بأنه في السموات ارتقى طَبَقا!! |
ما أجمل الشمسَ فيه، إذْ تُراقبها |
لما تَحُلّ قبيل المغرب الأُفُقا |
كأنها فيه إذْ تَهوي لمغربها |
تاج من العسجد الوهّاج قد غرقا |
فلا تخافوا على رُكّابه غرقاً |
فمنظر البحر قد شهَّى لي الغرَقا!! |