ويومٍ صعِدنا فيه نحو بني يَني |
تحثّ خطاها الحافلاتُ السوابقُ |
تشقّ بنا قلبَ الغمام وترتقي |
جبالاً ذُراها بالسماء عوالقُ |
تسير على مثل الصراط وتنحني |
فتخفق منا في الصدور الخوافقُ |
على جانبينا من يمين ويَسْرة |
سحيقاتُ وديانٍ، وشُمٌّ شواهقُ |
كَسَتها يدُ الرحمن أبهى خمائلٍ |
وقامت من الأشجار غِيدٌ سوامقُ |
عرائسها عُلْويّة الصنع صاغها |
من المُزن وَدْقٌ هاطل متلاحقُ |
عرائسُ خُضرٌ قد أظلّت خُدورُها |
جنودَ جهادٍ للعلا تتسابقُ |
لكل عروسٍ ذكرياتٌ حبيبة: |
عناقُ شهيدٍ لم تعقه العوائقُ |
معاقلُ للثوار فيها مرابض |
وكان لجيش الظلم فيها بَوائقُ |
كمائنُهم منبثَّة في شعابها |
تخرُّ على الأعداء منها صواعقُ |
بطولاتُ قوم خالداتٌ شواهد |
وآثار مجد بالنضال نواطقُ |
وما نفَعَ الأعداءَ حَرقٌ لغابها |
وأشعلتِ الإيمانَ تلك الحرائقُ |
* * * |
سقتكِ الغوادي يا جزائر مثلما |
عَدَتكِ العوادي، وازدَهَتْكِ الحقائقُ |
ولا بطِرتْ نُعماكِ إن دُروبها |
إذا بطرتْ للهاويات مزالقُ |
ويا ملتقانا بالجزائر بُوركتْ |
بك القَسَمات الغُرُّ ما ذَرَّ شارقُ |
عليك وزير للأصالة حارس |
ويحيا رئيس فيك للشعب عاشقُ |