شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سادساً: محاضرات للسنة التمهيدية
في الأدب النبوي والأدب الإسلامي
أ. د. محمد فياض
الفكرة الرئيسية التي دارت حولها هذه المحاضرات هو: "التوازن" باعتباره معياراً جمالياً في الأدب النبوي، ومحاولة تأصيل هذا المعيار لجعله دعامة يرتكز عليها الأدب الإسلامي.
لقد كانت الدراسة في تلك المحاضرات ولأول مرة صريحة واضحة قائمة على البحث الجاد حول هذا المعيار، الذي اعتبره الأستاذ الدكتور "محمود فياض" أهم حدث حضاري يلتفت إليه العالم الحديث يقول د. "فياض": "إن شعوب العالم فطنت الآن إلى خطورة مبدأ "التوازن" فصارت أحرص على تطبيقه والنظر من خلاله إلى كل شؤون حياتها، وتطبيقه على كل ما تستطيع تطبيقه، باعتباره قانوناً كلياً... طبقته في السياسة وفي علوم الإدارة وفي التجارة والزراعة وفي الإنتاج والتعليم وسائر المرافق. بل نقلوه إلى مناشط الأفراد ودخائلهم في جدهم ولهوهم وفي راحتهم ولعبهم.
إن إدراكهم لخطورة المبدأ جعلهم يتجاوزون به شؤون الحياة المادية إلى مجال المشاعر والانفعالات في عامة الناس، بله الفنانين والأدباء الذين يقوم عملهم الفني على الإثارة، وأحياناً المبالغة في الإثارة.
لقد قادهم الفضول العلمي إلى دراسة أثر "التوازن" على المشاعر والانفعالات في محاولة للربط بين ما ينشأ عن اختلال المشاعر وتحرفاتها وبين مظاهر هذا الاختلال أو الهياج الطويل على ترهل الجسم وعلى تجاعيد الوجه المبكرة (1) .
وهذا النص بالذات كان مدرجاً للتفكير في هذا الموضوع أغراني بالاهتمام به والإقبال على دراسته، فقد استثارتني الفكرة فحاولت البحث عن جذور لهذا المعيار في الفكر العربي الإسلامي ثم محاولة البحث عنه في النظرة العربية الجمالية باعتباره معياراً جمالياً يمكن تطبيقه على الأدب الإسلامي.
وبعد هذه الإطلالة على الجهود التي سبقتني في الإشارة لمعيار التوازن على تفاوت ما بينها في مدى الاقتراب منه، فلا مراء أنها أفادتني جميعها وأنارت لي طريقي لتحديد هذا المعيار ثم تطبيقه.
"فالتعادلية" مثلاً شرحت قيمة "التوازن" في الكون والحياة شرحاً مفصلاً، وبينت أهمية "التوازن" بين قوى الروح وقوى المادة حتى ترقى الحضارة وتستمر. ومع ذلك فتطبيق منهج "التوازن" على الشريعة الإسلامية يحتاج إلى تنقيح وتصحيح ودراسة لأسس الشريعة ونصوصها.
"وخصائص التصور الإسلامي ومقوماته" كان التطبيق فيه على الشريعة الإسلامية واضحاً ظاهراً في مجال الاعتقاد الباطني فقط أما تطبيق منهج "التوازن" على السلوك الإنساني الإسلامي فلم يوله المؤلف عناية، لأن حديثه عن "التوازن" جاء لإثبات أنه من خصائص التصور الإسلامي.
لذا لم يهتم المؤلف بتعريفه أو إبراز سماته، لأن تعرضه "للتوازن" كان جزءاً من الحديث عن خصائص أخرى يقوم عليها التصور الإسلامي.
أما "منهج الفن الإسلامي" فمع أنه بادرة موفقة وسديدة في اعتبار "التوازن" منهجاً ومقوماً أساسياً لضروب الفن الإسلامي فقد ورد المعيار محتاجاً لكثير من التفصيل والتقعيد والتطبيق.
وأما عن "دستور الأخلاق في القرآن" فالكتاب يقوم على إثبات أن النظم الأخلاقية في القرآن إنما تقوم على "التوازن" التام بين الحكم والموقف، إلا أنني لم أعثر في الكتاب كله على تعريف شافٍ كافٍ للتوازن؛ حده، وسماته، كما أن حديثه عن "التوازن" وإن كنا نجد فيه التطبيق على السلوك الإنساني الإسلامي، إلا أن ذلك التطبيق لم يتخذ البيان مجالاً له.
ويأتي كتاب "الوسطية العربية مذهب وتطبيق"، ومع اعترافي بأنه أدناني من فهم المعيار أكثر من سواه، وأعانني على تصور كثير من ملامحه، وكيفية تطبيقه على الفن عامة.
فإن تحديد "التوازن" بطريقة أجلى وأقرب لطبيعة فن الأدب، ثم تطبيقه على الآداب الاجتماعية في البيان النبوي بخاصة ظل ميداناً يحتاج ممن يرِدُه إلى الصبر والدأب، وإلى توفيق الله عز وجل وعونه.
وتأتي أخيراً "محاضرات الأدب النبوي والأدب الإسلامي"، فإن هذه المحاضرات فضلاً عن جدتها وحيويتها وأثرها العميق على عقولنا وقلوبنا فإنها نظرت إلى البيان النبوي نظرة عامة، تطرقت إلى آفاق كثيرة مما يقوم عليها منهج البيان النبوي في بناء الإنسان.
أما الآداب الاجتماعية فكان الحديث عنها بتركيز يحتاج من باحثين آخرين إلى الإفاضة في تبيان قيمة "التوازن" فيها وأثره عليها مضموناً وشكلاً.
ولأن الآداب الاجتماعية هي مصدر القوة والضعف في الفرد وفي الجماعة وهي ميدان الفنون بعامة والأدب بخاصة، وهي التي عناها (صلى الله عليه وسلم) بقوله: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق (2) فقد أغراني ذلك باختيارها ميداناً لبحثي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1177  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.