هَوِّنْ عليكَ وحالِفِ الأمَلا |
في الرَّوْعِ يُعْرَفُ مَنْ هُـوَ بْـنُ جَـلاَ |
قَدْ تَجْرِفُ الأنواءُ رابِبة |
لكنَّها لا تَهْدِمُ الجَبَلا |
قلبي لجُرْحِِكَ يَلْتَظِي أَلَماً |
لا حَوْلَ إنْ حُمّ القضاءُ وَلاَ... |
ما أضْيقَ الدنيا إذا عَبَسَتْ |
السِّجْنُ أوْسًعُ أو أخفُّ بلا |
مَنْ يَرْجُ مَحْـضَ الخَيْـرِ مِـنْ يَدهـا |
يَردِ السَّرابَ ويَحصُدِ الفَشَلا |
كمْ علّلتْني فانْخدَعتُ بها |
وضَحكْتُ، لكنْ خائفاً وَجِلا |
لمْ تَبْتِسمْ إلاَّ على دَخلٍ |
طوبى لَمنْ يَتَجَنَّبُ الدَّخَلا |
إنا وقَد أخْفَتْ مخالبَها |
لَنَظنُّها قَدْ أصْبَحَتْ حمَلا |
ليس ابنُ آدمَ في شريعتها |
شَيْئاً. وإنْ يَكُ للنَّدَي مَثَلاً |
أوْ دُمْيةً نَلْهو به زَمناً |
ويَظَلّ عنها الحيُّ مُنْشَغِلا |
ما جِئْـتُ كِـيْ أبكـي أبـاكَ فقَـدْ |
مَلأً المحافلَ كابنه عَمَلا |
المَوْتُ جِسْرٌ للبَقاء، فلا |
تَجْزَعْ إذا للرَحْمة انتقلا |
هَيْهاتَ يَطْوي الدَّهرُ رايتَه |
إنّ العَظيمَ يُطاوِلُ الأجَلا |
لَمْ تَعْرفِ الأحْقادَ مُهْجَتُه |
إنَّ السَّماحةَ حلْيةُ العُقَلا |
ديوانُه للشِّعْر مَفخَرةٌ |
ببدائِع الآياتِ قَدْ رَفلا |
إنْ يَدّعِ "الأعشى" بنوّتَه |
غَنّى وصفَّق وازْدَهَى جَذَلا |
الناسً عائلةٌ فإنْ هَضَموا |
حَقَّ الضعيف تحوّلوا هَمَلا |
* * * |
يا شاعِري أذْكيْتَ عاطفتي |
وَنَكأتَ جُرْحـي بَعْـدَ مـا اندمـلا |
ذَكََّرتَني أنَّي فَقَدتُ أبي |
وشَبابُه الريّان ما اكتملا |
جارَتْ عليه الرِّيحُ فانْقَصَفَتْ |
أغصانُه فاعْتَلَّ وارْتحلا |
أبْقَى صغاراً ما لهم سَنَدٌ |
يَتَقلّبون على الأسى وعلى ... |
لولا يَدٌ للهِ تحْرُسُهم |
لَمْ يُبْصِروا في أُفْقِهم أمَلا |
إنَّ الحياةَ على الفتى تَعَبٌ |
ماذا يقولُ إذَنْ مَتَى اكْتَهَلا؟ |
* * * |
يا شاعِري هَلاّ ذَكَرْتَ أخاً |
يَسْعى لِبابك مُطْرِقاً خَجِلا |
حَمّلْتمونيَِ ألْفَ عارفةٍ |
يا حُسْـنَ مَـنْ أعطَـى ومـا حَمَـلا |
تِلْك العَشايا المُتْرَفاتُ غَدَتْ |
ذِكْرَى أُطارِدُ باسْمِها المَلَلا |
كَمْ ندوةٍ أحْيَتْ برَوْنَقِها |
ما جَـفّ مِـنْ عـودي، ومـا ذَبُـلا |
ما مرَّ في ذهْني لها شَبَحٌ |
إلاَّ انْثَنَيْتُ مُرِنَّماً ثَمِلا |
سأظَلَّ بالتَحْنان أذْكرها |
وأُعِلّ منها الرَّاح والعَسَلا |
سأظَلَّ أذْكُرُ بُلْبُلا زَجِلا |
غَنّى فأرقَصَ كل مَنْ زَجَلا |
سِيان إنْ يَشْتَقْ إلى حَلَبِ |
أو يَطْرُقِ التَّشْبيب والغَزَلا |
يَمْشي على آثارِ والدِه |
كالنَّسْر يَعْلو ما أبوه عَلاَ |
* * * |
يا شاعراً دانَ البَيانُ له |
فأختارَ منه ما حَلاَ وغَلاَ |
إني اعًتَزَلْتُ الشِّعْرَ مِنْ زَمنٍ |
قاعْذُرْ -جزاكَ الله- مُعْتَزِلا |
خَذَلَتْني الفُصْحى فوا خَجَلي |
لكنَّ قَلْبَ أخيك ما انْخَذَلا |
لولا الرَّطانةُ ما كَبَا قلمي |
فاجْعَلْ فؤادي بَيْتَكَ الخَضِلا |