شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لـولا الرطانـة
إلى شاعر الرفَّة والذَّوق السليـم "أحمد البراء الأميري" جوابـاً له على رثاءه الباكي للمرحوم والده
هَوِّنْ عليكَ وحالِفِ الأمَلا
في الرَّوْعِ يُعْرَفُ مَنْ هُـوَ بْـنُ جَـلاَ
قَدْ تَجْرِفُ الأنواءُ رابِبة
لكنَّها لا تَهْدِمُ الجَبَلا
قلبي لجُرْحِِكَ يَلْتَظِي أَلَماً
لا حَوْلَ إنْ حُمّ القضاءُ وَلاَ...
ما أضْيقَ الدنيا إذا عَبَسَتْ
السِّجْنُ أوْسًعُ أو أخفُّ بلا
مَنْ يَرْجُ مَحْـضَ الخَيْـرِ مِـنْ يَدهـا
يَردِ السَّرابَ ويَحصُدِ الفَشَلا
كمْ علّلتْني فانْخدَعتُ بها
وضَحكْتُ، لكنْ خائفاً وَجِلا
لمْ تَبْتِسمْ إلاَّ على دَخلٍ
طوبى لَمنْ يَتَجَنَّبُ الدَّخَلا
إنا وقَد أخْفَتْ مخالبَها
لَنَظنُّها قَدْ أصْبَحَتْ حمَلا
ليس ابنُ آدمَ في شريعتها
شَيْئاً. وإنْ يَكُ للنَّدَي مَثَلاً
أوْ دُمْيةً نَلْهو به زَمناً
ويَظَلّ عنها الحيُّ مُنْشَغِلا
ما جِئْـتُ كِـيْ أبكـي أبـاكَ فقَـدْ
مَلأً المحافلَ كابنه عَمَلا
المَوْتُ جِسْرٌ للبَقاء، فلا
تَجْزَعْ إذا للرَحْمة انتقلا
هَيْهاتَ يَطْوي الدَّهرُ رايتَه
إنّ العَظيمَ يُطاوِلُ الأجَلا
لَمْ تَعْرفِ الأحْقادَ مُهْجَتُه
إنَّ السَّماحةَ حلْيةُ العُقَلا
ديوانُه للشِّعْر مَفخَرةٌ
ببدائِع الآياتِ قَدْ رَفلا
إنْ يَدّعِ "الأعشى" بنوّتَه
غَنّى وصفَّق وازْدَهَى جَذَلا
الناسً عائلةٌ فإنْ هَضَموا
حَقَّ الضعيف تحوّلوا هَمَلا
* * *
يا شاعِري أذْكيْتَ عاطفتي
وَنَكأتَ جُرْحـي بَعْـدَ مـا اندمـلا
ذَكََّرتَني أنَّي فَقَدتُ أبي
وشَبابُه الريّان ما اكتملا
جارَتْ عليه الرِّيحُ فانْقَصَفَتْ
أغصانُه فاعْتَلَّ وارْتحلا
أبْقَى صغاراً ما لهم سَنَدٌ
يَتَقلّبون على الأسى وعلى ...
لولا يَدٌ للهِ تحْرُسُهم
لَمْ يُبْصِروا في أُفْقِهم أمَلا
إنَّ الحياةَ على الفتى تَعَبٌ
ماذا يقولُ إذَنْ مَتَى اكْتَهَلا؟
* * *
يا شاعِري هَلاّ ذَكَرْتَ أخاً
يَسْعى لِبابك مُطْرِقاً خَجِلا
حَمّلْتمونيَِ ألْفَ عارفةٍ
يا حُسْـنَ مَـنْ أعطَـى ومـا حَمَـلا
تِلْك العَشايا المُتْرَفاتُ غَدَتْ
ذِكْرَى أُطارِدُ باسْمِها المَلَلا
كَمْ ندوةٍ أحْيَتْ برَوْنَقِها
ما جَـفّ مِـنْ عـودي، ومـا ذَبُـلا
ما مرَّ في ذهْني لها شَبَحٌ
إلاَّ انْثَنَيْتُ مُرِنَّماً ثَمِلا
سأظَلَّ بالتَحْنان أذْكرها
وأُعِلّ منها الرَّاح والعَسَلا
سأظَلَّ أذْكُرُ بُلْبُلا زَجِلا
غَنّى فأرقَصَ كل مَنْ زَجَلا
سِيان إنْ يَشْتَقْ إلى حَلَبِ
أو يَطْرُقِ التَّشْبيب والغَزَلا
يَمْشي على آثارِ والدِه
كالنَّسْر يَعْلو ما أبوه عَلاَ
* * *
يا شاعراً دانَ البَيانُ له
فأختارَ منه ما حَلاَ وغَلاَ
إني اعًتَزَلْتُ الشِّعْرَ مِنْ زَمنٍ
قاعْذُرْ -جزاكَ الله- مُعْتَزِلا
خَذَلَتْني الفُصْحى فوا خَجَلي
لكنَّ قَلْبَ أخيك ما انْخَذَلا
لولا الرَّطانةُ ما كَبَا قلمي
فاجْعَلْ فؤادي بَيْتَكَ الخَضِلا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :847  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 664 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج