عامٌ مَضَـى، وأنـا تُجاهَـك واقـفٌ |
وحِجارتي مَطَرٌ بوَجْهِك واكِفُ |
الحقُ سَلَّحَني ولَسْتُ بخائفِ |
إنَّ الدَّخيل هـو الضِّعيـفُ الخائـفُ |
مَنْ ماتَ في سـاحِ الكَرامـة ِفاسْمُـه |
حيٌّ، وذكْراه عبيرٌ طائفُ |
رَشاشُك النَّاريُّ أصْبَحَ لُعْبةً |
لأخي الصَّغـير فمـا تُفيـد قَذائـفُ؟ |
أنا صاحبُ البيـتِ الـذي اسْتَمْلَكْتَـه |
قَهْراً يَمُدُّكُ بالسلامِ مُحالِفُ |
أنا صاحبُ الحَقْـل الـذي صادَرْتَـهُ |
أأنا أُشَجَّرُه وأنتَ القاطِفُ؟ |
قَدْ أنْكَـرَتُ يَـدُك الخَضيبـة بالخََنَـى |
والإِثْم فيه معاوِلٌ ومَجارِف |
أنا صاحـبُ الدَّيْـر الـذي حَوِّلتَـه |
مَلْهًى يَعيـثُ بـه ويَعْبَـثُ قاصِـفُ |
قَبْلَ احتلالِكَ كـان جسْـراً للسَمـا |
واليَوْمَ فارَقَه الجَلالُ الوارفُ |
لَمْ يُصْـغِ أنْصـارُ السـلامِ لِدَعْوتـي |
أتَحَجَّرَتْ بَيْـنَ الضُّلـوعِ عَواطـفُ؟ |
عشْنا زَماناً لا خصومةَ بَيْنَنا |
كَيْفَ انْقَضى ذاك الـوِدادُ السالِـفُ؟ |
أنا لا أميلُ إلى القِتال بفِطرَتي |
لكنَّني الآنَ الحِمامُ الزاحِفُ |
إن لَمْ أنَلْ حَقِّـي فَلَسْـتُ بساكِـتٍ |
عنه.. فـلا رَضِيَـتْ علـي زَعانِـفُ |
ما دُمْتَ بَيْنَ ضُلوعِ حِصْنِـك واجفـاً |
فلأنَّ حِصْنَك قَبْـلَ قَلْبِـكَ واجِـفُ |
لَمْ يَخْلُقِ العُدْوانُ أبطالاً ولا |
تَرْقَى بأشْباهِ الرِّجال وظائِفُ |
مِنْ جَيْب غَيْـرِك قَـدْ بَنَيْـتَ دُوَيْلَـةً |
يَفْنَى وصاحُبه البِناءُ الزائِفُ |
العُنْصُرِيَّةُ بابُها وجِدارُها |
والهِتْلِريَّة سَقْفُها والساقِف |
والحَقُ فيها أنْ يُؤَزَّرَ باطلٌ |
والعَدْلُ أن يَليَ القَضَاءَ مُخالِفُ |
إنْ كان حُبُّ الأقربينَ جَريمةً |
فأنا بأوْزارِ الجَريمة راسِفُ |
لَيْسَ السلاحُ على الشعـوبِ بقـادرٍ |
إنْ جابَهَتْهُ عَزائم ومَعارِفُ |
أهوَى الحياةَ كريمةً لكنَّني |
إنْ تُمْتَهَنْ فالقَلْبُ عنها صادِفُ |
حَوَّلْتَ عَمَّنْ شَردوك مَوَدَّتي |
فإذا الشَريدُ علـى هَلاكـي حالِـفُ |
لَمْ تَرْعَ عَهْـدَ ضِيافـتي بَـلْ خُنْتـهُ |
أكذا تُجازى بالعُقوقِ عَوارِفُ؟ |
لا تَنْتظرْ منِّي بَصِيصَ تسامُحٍ |
صَلَواتُ مَقْصوصِ الجَنـاحِ عَواصِـفُ |
عَرَّضْتُ صَدْري للرّصاصِ فلا تَخَـفْ |
أطْلِقْ، فإنـي قَـدْ خُلِقْـتُ أجـازِفُ |
مَهْما تُحاول أنْ تُسيل مَدامِعي |
لَنْ تَسْتَطيـعَ، فـإنَّ دَمْعـيَ ناشِـفُ |
قَدْ نَشَّفَتْهُ نارُ حِقْدي مَرَةً |
وجَنَى عليه غَدْرُك المُترادِفُ |
إنْ مُتُّ سَـوْفَ يجـيءُ جيـلٌ كامِـلٌ |
بَعْدي، ويَسْتَلمُ اللَّواءَ غطارفُ |
مَنْ كان يَغْتَنِمُ الشَبابَ فإنَّني |
عَنْ كلَّ ألوانِ الصَّبابَةِ عازِفُ |
آثَرْتُ مِنْ مُتَعِ الحياةِ أتَمَّها |
إن الشهادةَ للنَّعيمِ مُرادِفُ |
* * * |
يا مَنْ زَرَعْتُـم في ضُلوعـي شَوْكَكُـمْ |
سيُغالبُ الأيامَ جُرْحي النازِفُ |
مِنْ كُلِّ أطـرافِ البَسيطـة ساقَكُـم |
طَمَعٌ.. ولَيْسَ مَظالمٌ ومَخاوِفُ |
قَرَّرْتُ أبْقَى الدَهْـرَ نُصْـبَ عيونِكـم |
فتأهَّبـوا.. أنـا واقـفٌ أنـا واقـفُ |