شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سأقولُهـا
طفل الحِجارة يكتب لاءه بالنار
-5-
عبثاً تُحاولُ أنْ تُغيِّر لائي
سأقولُها مَهْما هَدَرْتَ دِمائي
ما دُمْـتُ في قَيْـدِ النِّخاسَـة راسِفـاً
فَمن البَلِيَّة أنْ يَطولَ بَقائي
لا لاحْتلالك، لا لذَبْحِ كَرامتي
لا لا لتَشْريدي بكلِّ عَراءِ
لا لاحْتِيالِكَ، لا لِسلمِكَ، إنّه
سِلْمُ الذِّئابِ الضَّارياتِ لِشَاءِ
سأقولُها وإذا أموتُ فإنِّني
سأقولُها لِيَقولَها أبنائي
سأقولُها لِتَظَلَّ رَمْزَ رَجائِهِمْ
لا خَيْرَ في عَيْشٍ بغَيْرِ رَجاءِ
أثْقَلْتَ صَدْري بالعِـداء ولَـمْ أكُـنْ
لولا عِداؤك مُثْقَلَ الأعْباءِ
تِيهي انتْهَى، وضُبابُ أوْهامـي انْجَلَـى
فَلْيَمْشِ مَـنْ ضـلَّ الطَريـق ورَائـي
لا دَمْعَ بَعْدَ اليَـوْمِ، لا شَكْـوَى فَقَـدْ
ضاقَ الزَّمان بزَفْرَتي وبُكائي
قَرَّرتُ أكْتُبُ بالحِجارِ قَضيَّتي
فلَطالما استَعْصَتْ على القُرّاءِ
قَرَّرتُ أن ألْقَى الوَعيدَ بمِثْلِه
وإذا خَبا صَوْتي فبالإِيماءِ
قَرَّرْتُ أنْ أبني غَدِي بِيَديَّ، لا
بِيَدٍ تَهُدُّ مَتى استَقامَ بنائي
سأرُدُّ كِيْدَ الواغلينَ لِنَحْرِهم
وأعيدُ مـا سَرَقـوه مِـنْ " أشيائـي"
لَمْ يَبْقَ في قوْسِ التَجَلُّدِ مَنْزَعٌ
فحَذارِ ثمَّ حَذارِ مِنْ رَمْضائي
شَدَّتْ أبابيلُ السَماءِ عَزيمتي
فحِجارتي نارٌ على أعْدائي
لا جَيْشَ عِنْدي لا قَنابـلَ فـي يَـدي
لكنْ بإيماني فَرَضْتُ بَقائي
سُكْنى المُخَيَّمِ علَّمتْني أنِّني
لا شيءَ إلا أنْ أكونَ فِدائي
غَيْري جَنَى ما قَدْ غَرَسْـتُ فكَيْـفَ لا
أشْفي غَليلي أوْ أموتَ بِدائي؟
حُرّيَتي!! إنِّي كرامةَ عَيْنِها
لَمفتِّحٌ عَيْنَيَّ للأقْذاءِ
هذا التُرابُ جَبَلْتُهُ بِمَدامِعي
ودَمي فكَيْفَ يُبَاحُ للدُّخلاءِ؟
قَبْلَ المسيحِ وقَبْلَ موسـى كـان لـي
ولسَوْفَ أتْرُكُه إلى وُرثائي
في كُلِّ شِبْرٍ منه مَثْوى فارسٍ
أو شاعرٍ أو كَوْكَبٍ وَضَّاءِ
حاشا أجودُ به لشُذَّاذِ الوَرَى
ما أضْيَع الأمطْارَ في الصَحْراءِ
ضَيَّعْتُ آمالي، فلَسْتُ مُصَدِّقاً
وَعْداً، ولا أنا مُؤْمنٌ بِنداءِ
طالَ الطَريقُ علـيَّ وامتـدّ السُّـرَى
لكن َّفي أُفقي بَصيص ضِياءِ
ما ماتَ بَيْـنَ النـاسِ حَـقُّ مُجاهـدٍ
يَمْشي إليه بهمّةٍ قعْساءِ
اليومَ يَهْزِمُني الدَّخيلِ، وفي غَدٍ
سَيَرفُّ فَوْقَ النَّيِّراتِ لِوائي
إنًّ السَلامً لَسَوْفَ أُمليهِ أنا
لكنَّه لَنْ يَنْطلي بعِداءِ
طُبِعَتْ على الحُـبِّ النَّقـيِّ جَوارحـي
فإذا حَقَـدْتُ فِمـنْ ضُحـىً لِمَسـاءِ
سَيَظلُّ قَلْبي للسَماحةِ مَرْتَعاً
لكنَّ قَبْـري سَـوْفَ يَحْمِـلُ لائـي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :474  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 627 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج