بحِجارتي، لا بالسِلاحِ القاتِلِ |
قرَّرتُ أنْ ألْوي يمينَ الباطلِ |
سَنَةٌ مَضَتْ وأنا أقاومُ نارَكُمْ |
ولَقَدْ أقاومِها لجيلٍ كاملِ |
بَلْ سَوْفَ أبْقَى واقفـاً فـي وَجْهِكُـمْ |
حتَّى أفرّجَ - أو أمـوتَ - مشاكلِـي |
بَلْ سَوْفَ أبَقَى فـي عيونِكُـمُ قَـذَىً |
أبدَ الزَّمـانِ لَتِنْزِلـوا عَـنْ كاهِلـي |
بَلْ سوْفَ أبْقَى شُعْلَةً وهّاجةً |
في دَرْبِ آمالي ولَيْلِ مَشاغلي |
خاطَبْتُ عاقِلَكم بلَهْجَة عاقلٍ |
فـأجابَني، لكنْ بلَهْجَة جاهِلِ |
قُلُتُ السلامَ فقُلْتُمُ أُضْحوكةٌ |
السِّلْمُ يُفْرَضُ بالحُسام الفاصِل |
والحَقُّ ما قُلُتُمُ، فلا تَتَوَقَّعوا |
مِنْ بَعْدِ تَجْربَتي بلاهَةَ خَامِلِ |
جَمْعِيّةُ الأُمَمِ التي ما عَيَّرتْ |
عَيْرَ اسْمِهـا أفتَـتْ بِشَـدِّ سَلاسِلـي |
غَمَرَتْ بنِعْمتهـا الدَّخـل وحَوَّلَـتْ |
ِسْبط الأصيل ابـنِ الأصيـل لِواغِـلِ |
ما رُحْتُ أستَعْـدي علـى عُدْوانِكـم |
إلا أجابَتْ أنَّها في شاغِلِ |
إنِّي لأعْجَـبُ كَيْـفَ تَقْبِـضُ كفَّهـا |
عَنْ صادقٍ وتَمُدُّها لمُخاتِلِ |
إنْ يَغْسِلِ الأُرْدُنُّ أيديكم فهَلْ |
يَسْطيع غَسْل مآثِمٍ ومَباذِلِ |
وإذا اغْتِصاب الدارِ كان عَدالةً |
فاللصُّ بَيْنَ الناس أوِّلُ عادِلِ |
يا مَهْـدَ والدتـي ومَوْطـن والـدي |
إنِّي اتَّخـذتُ مِـنَ الحِجـارِ قَنابِلِـي |
لَنْ أجْتَـدي مِـنْ عاصِـبِ حُرّيـتي |
أيَمُدُّ راحَتَهْ فتىً مِنْ وائل |
إنْ نِمْتُ عَنْ حقِّي فلا سَلِمَـتْ يَـدِي |
ما حاجَتي لِيَدٍ تُصافح قاتِلي |
تَجْنون مِنْ نَحْلي، ولي لَسَعاتُه |
هَلْ ذاكَ عِنْدَكم جَزاء العاسِلِ |
لَمْ يَجْعَلِ الرَّحْمان بَيْنَ عِباده |
مِنْ حاجـزٍ أوْ يَصْطَنِـعْ مِـنْ فاصِـل |
أيَجُوز أنْ تَضَعوه في أغلالِكِم |
كَيْلا يَذوقَ مشاربي ومآكلي |
الناسُ عائلةٌ، فإن ضِيمَ امرؤٌ |
في الصِّـين ضِيمَـتْ أخْتُـهُ في بابـلِ |
عايَشْتُكم زَمناً، فَلَيْتَ عَلاقتي |
مَع ثَعْلَبٍ وزِراعَتي في ماحِلِ |
أدَبُ الضيافة أنْ تكونَ مهذَّباً |
لا أنْ تَعَضَّ يَدَ المضيفِ العائلِ |
كُنْ بَسْمـةٌ ريّـا علـى فَـم ثاكـلِ |
إنْ كُنْتَ لَمْ تَدْرأْ بَليَّةَ ثاكِلِ |
لَمْ يَبْـقَ عِنْـدي للسَّماحـةِ مَوْضـعٌ |
طَفِحَ الإنـاء وَنـاءَ كِتْـفُ الحامِـلِ |
أهْلي أسَوا فـي النائبـاتِ جِراحَكـم |
يا لَيْـتَ لَـمْ يَرْثُـوا لِدَمْـعٍ هامِـلِ |
كَمْ رَحْمةٍ قَدْ تًَنْتَهي بنَدامةٍ |
وشَهامةٍ لا تَنجَلي عَنْ طائِل |
إتِّي توارَثْتُ الحَمِيَّةَ والنَّدَى |
لكنْ رَذائلكم مَحَوْنَ فَضَائلي |
القُوَةُ الرَعْناءُ لِيْسَتْ مَبْدَئي |
لكنَّها في الرَوْعِ حِلْيةُ عاطِلِ |
سأظَلُّ أُمْطرُكُمْ بنار ضَغينتي |
وأَسوقُكُم وأردُّكم بغَوائلي |
حتّى أحرِّرَ تُرْبَتي مِنْ أسْرِها |
وأدُكُّ بالإيمان صَرحَ الباطِل |