| خَلِّصونا مِنْ نَكْبَة الألغازِ |
| أنا يا قَوْمُ شاعِرٌ بُرْجُوازي |
| لا أحبُّ البيانَ إلا وَضيئاً |
| هَلْ يُخاض الظَـلام مِـنْ دون كـازِ؟ |
| ما تَقولونَ؟ ما تَقولونَ؟ إنَّي |
| حائرُ النَفْس بَيْنَ هاذٍ وهازِي |
| لستُ أنْحاز للمَذاهبِ، لكنْ |
| أنا في حَضْرة الجَمال انحيازي |
| يَخْجَلُ الحرفُ أنْ يَصيرَ أداة |
| لِدَعِيٍّ، وَمرْكَباً لانتهازي |
| طَبْلُكم في العراقِ أو في دِمْشقِ |
| أوْ رباطٍ، ورَقْصُكم في الحجازِ |
| إنْ تَكُ الضَّادُ أمَّكُم، فلماذا |
| تَشْتَرون الكَلاَم مِنْ شيرازِ؟ |
| غَيْرُكم إن أفاضَ أرْضَى وأنتُم |
| تََخْنُقون الأنْفاس في الإيجازِ |
| لا يروضُ الآفاقَ كلُ جَناحٍ |
| بَعُدَ الفَرْقَ بينََْ ديكٍ وبازِ |
| عَبَثاً يَصْلُحُ العَجينُ إذا لَمْ |
| يَتَخمّرْ على يَدَيْ خَبّازِ |
| ما تَعَصّى على الأصيلِ بَيانٌ |
| فاطْلُبوه تَرَوْه عِنْدَ البرازِ |
| لا تُديروا ظُهورَكم لِتُراثٍ |
| لا يوَازيه في الثَراءِ مُوازي |
| إنْ يَكُنْ عِنْدَكم مَثارُ حياءٍ |
| فهْوَ في عُرْفِنا مَدَار اعتزازِ |
| لَيْسَ ما تَمْلِكون شِعْراً حَديثاً |
| إنَّه في الكلام محْضُ مخازي |
| سَوْفَ يَبْقَى علـى الأداهِـر "شَوْقـي" |
| وَسَيَطْوي دُعاةُ هذا الطَّرازِ |
| قَدْ تَخَنَّثْتُمْ لِساناً وفِكْراً |
| وَتَلَبَّسْتُمُ لبُوسَ المَجازِ |
| وَتَعَلَّقْتُم بأذْيالِ قَوْمٍ |
| لا يُريدونَكم لِغَيْرِ المَهازي |
| أنْتُمُ مِنْهُمُ كما واوُ عَمْروٍ |
| أوْ عَبيدٌ على مَواطِئ غازي |
| قَدْ يَسوقونَكُم بهَمْزٍ ونخْزٍ |
| ويَجِلُّ الجَواد عَنْ مِهْمازِ |
| أنا يا قوم ثورويٌّ، ولكنْ |
| حَوَّلَتْني ألْغازكم بُرْجُوازي |