| بمِثْلِك فَلْيَتِهْ مَلِكُ اليراعِ |
| وتَشْمَخْ رايةُ الأدَبِ الشُجاعِ |
| تعاطَيْتَ الصَحافةَ في زمانٍ |
| يَروجُ بسُوقِهِ سَقَطُ المَتاعِ |
| فلَمْ تَنْحطَّ مِنْ أُفقِ المَعالي |
| إلى دَرَكِ الزعانِفِ والرَّعاعِ |
| ولم تَتَسلَقِ الأوْهام مَرْقى |
| إلى غَرَضٍ، ولا سُبُلَ الخِداعِ |
| أبَتْ لَكَ نَخْوةٌ وأبَى ضميرٌ |
| مجاراةَ الثَعالِبِ والأفاعي |
| وقَفْتَ علـى هَـوَى بَـرَدَىَ لِسانـاً |
| عَفيفاً في الهُجوم وفي الدَّفاعِ |
| وعَقْلاً في الحقيقة لا يُماري |
| وقَلْباً في القضيَّة لا يُراعي |
| تُنافِحُ دُونه، وَتَصُدُّ عنه |
| نكايةَ مارِقٍ وهَوانَ ساعِ |
| وَتدْفَعُ حُجَةًً للذِئْبِ قامَتْ |
| على مـا فيـه مِـنْ طَبْـع السِبـاعِ |
| وكُنْتَ ولَمْ تَزَلْ للضادِ سَيْفاً |
| صَقيلاً لا يَكلّ مِنَ القِراعِ |
| سَهرْتَ على سَلاَمتِها قريراً |
| بمُقْلَة مُرْضِعٍ وحَنان راعِ |
| تَرُدُّ بقاطِعِ البُرْهان عَنْها |
| سَفاسِفَ ناعِبٍ وسَفاهَ ناعِ |
| وتَحْمي حَوْضَهـا مِـنْ كُـلَّ شـانٍ |
| وَتَكْلؤُها مِنَ التُّهم الشَّناعِ |
| * * * |
| صديقي بَيْنَنَا في الضَّاد قٌرْبَى |
| يَشُدُّ رِباطَها نَسَبُ اليَراعِ |
| كِلانا صالَ في الَمْيدانِ لَيْثاً |
| ولَبَّى في العُروبة كُلَّ داعِ |
| ولكنَّي اعتَزَلْتُ وأنْتَ باقٍ |
| تُجاهِدُ فَوْقَ جُهْدِ المُسْتَطاعِ |
| فلا تَعْجَبْ إذا اجْتَمَعَتْ قُلوبٌ |
| على تقديمِ هذا الاجْتِماعِ |
| أضاعَكَ أوْلِياءُ الأمْر فينا |
| فعزَّيْنَاك عَنْ هذا الضَياعِ |