شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شَيْـخُ الشَّبـاب
وَدَّع بها شاعراً مِنْ أصدقائِه عاد إلى الوطن، وفيها دُعابة لا تَخْفى
حَسَدوك يا شَيْخَ الشباب، وأيُّ عارٍ في الحَسَدْ؟
أولَيْس يُحْسَدُ في مَهابته وصَوْلَتِهِ الأسَدْ؟
أوَ لَيْسَ يُخْشَى ذُو الفقار وإن تَثَلّمُ أوْ رَقَدْ؟ (1)
غَداً الرُّجوعُ إلى الحِمَى، يا لَيْتَ عَوْدِيَ بَعْدَ غَدْ
إنّا لنَشْعُرُ في وَداعِكَ بالكآبةِ والكمَدْ
لكنَّنا نَرْجو بأنْ تَحْيا هنالِك في رَغدْ
وتَظَلَّ دونَ مُنازعٍ شَيْخَ الشباب إلى الأبَدْ
بَرَدَى يَمُدّ يَدَيْه ترحيباً فمُدَّ إليه يَدْ
غادَرْتَه وَلَداً وأنْتَ تعودُ في عَقْلِ الوَلدْ
لا تَحْزَنَنّ فنَحْنُ وُلْدُك في الشعور وفي العَدَدْ
المَجْدُ ما سطّرتَ، والباقي سَرابٌ أو زَبَدْ
أسْكرْتَنا بالشِعْر يَذْهَب بالوقار وبالرَّشَدْ
شِعْرٌ شجيُّ الجَرسِ عَذْبُ اللفْظِ بالحُسْنِ انْفَرَدْ
جَمَعَ البَشاشة والكآبةَ والصَوابَ إذا انْتَقَدْ
فيه القَديمُ إذا تَبَسَّطَ والجَديدُ إذا اقْتَصَدْ
تَغْزو رَوائعُهُ الجوانِحَ، فهْيَ تالِدةٌ جُدَدْ
إنْ تُنْشِد الاثْنَينَ منها يَلْتَفِتُ يَوْمُ الأحَدْ
وَتغارُ زَنْبَقَةٌ إذا ناجَيْتَ حَسْناءَ البَلَدْ
قالوا اقْتَصِدْ في وَصْفِهِ، قُلْتُ الرَّحيقُ أو الشَهَدْ
* * *
يا شاعراً حذق الفُكاهة تُستطاب ولا تُرد
لَمْ تَجْرِ مَعْ "شَوْقي" ولا نافَسْتَه نِداً لِنِدْ
بَلْ قَدْْ صَرَفْتَ الطَرْفَ لم تُظْهِرْ وداداً أو لَدَدْ
كي لا يسوءُ نَهايةً ويموت مِنْ فَرْطِ الحَسَدْ
نزّهْتَ نَفْسَك عَنْ سِباقٍ يَقْتَضي كدّاً وجَدْ
إنَّ الإمارةَ رُتْبَةٌ تُعْطَى وحيناً تُسْتَردْ
أما الذي فَوْقَ الأمير فليس يَلْحَقُه أحدْ!
* * *
يا شاعري سَيَظَلُّ ذِكْرُكَ في مجالِسنا بَرَدْ
هَيْهاتَ نَنْسى قَهْقَهاتِك في السرورِ وفي النَّكَدْ
وحَديثَك العَذْبَ الذي نفِدَ العبيرُ وما نَفَدْ
سَتَظَلُّ فيما بينَنا بالروحِ إن غابَ الجَسَدْ
مَنْ عاشَ في الأكبادِ يَبْقى بينها مهما ابْتَعَدْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :490  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 609 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.