حَسَدوك يا شَيْخَ الشباب، وأيُّ عارٍ في الحَسَدْ؟ |
أولَيْس يُحْسَدُ في مَهابته وصَوْلَتِهِ الأسَدْ؟ |
أوَ لَيْسَ يُخْشَى ذُو الفقار وإن تَثَلّمُ أوْ رَقَدْ؟
(1)
|
غَداً الرُّجوعُ إلى الحِمَى، يا لَيْتَ عَوْدِيَ بَعْدَ غَدْ |
إنّا لنَشْعُرُ في وَداعِكَ بالكآبةِ والكمَدْ |
لكنَّنا نَرْجو بأنْ تَحْيا هنالِك في رَغدْ |
وتَظَلَّ دونَ مُنازعٍ شَيْخَ الشباب إلى الأبَدْ |
بَرَدَى يَمُدّ يَدَيْه ترحيباً فمُدَّ إليه يَدْ |
غادَرْتَه وَلَداً وأنْتَ تعودُ في عَقْلِ الوَلدْ |
لا تَحْزَنَنّ فنَحْنُ وُلْدُك في الشعور وفي العَدَدْ |
المَجْدُ ما سطّرتَ، والباقي سَرابٌ أو زَبَدْ |
أسْكرْتَنا بالشِعْر يَذْهَب بالوقار وبالرَّشَدْ |
شِعْرٌ شجيُّ الجَرسِ عَذْبُ اللفْظِ بالحُسْنِ انْفَرَدْ |
جَمَعَ البَشاشة والكآبةَ والصَوابَ إذا انْتَقَدْ |
فيه القَديمُ إذا تَبَسَّطَ والجَديدُ إذا اقْتَصَدْ |
تَغْزو رَوائعُهُ الجوانِحَ، فهْيَ تالِدةٌ جُدَدْ |
إنْ تُنْشِد الاثْنَينَ منها يَلْتَفِتُ يَوْمُ الأحَدْ |
وَتغارُ زَنْبَقَةٌ إذا ناجَيْتَ حَسْناءَ البَلَدْ |
قالوا اقْتَصِدْ في وَصْفِهِ، قُلْتُ الرَّحيقُ أو الشَهَدْ |
* * * |
يا شاعراً حذق الفُكاهة تُستطاب ولا تُرد |
لَمْ تَجْرِ مَعْ "شَوْقي" ولا نافَسْتَه نِداً لِنِدْ |
بَلْ قَدْْ صَرَفْتَ الطَرْفَ لم تُظْهِرْ وداداً أو لَدَدْ |
كي لا يسوءُ نَهايةً ويموت مِنْ فَرْطِ الحَسَدْ |
نزّهْتَ نَفْسَك عَنْ سِباقٍ يَقْتَضي كدّاً وجَدْ |
إنَّ الإمارةَ رُتْبَةٌ تُعْطَى وحيناً تُسْتَردْ |
أما الذي فَوْقَ الأمير فليس يَلْحَقُه أحدْ! |
* * * |
يا شاعري سَيَظَلُّ ذِكْرُكَ في مجالِسنا بَرَدْ |
هَيْهاتَ نَنْسى قَهْقَهاتِك في السرورِ وفي النَّكَدْ |
وحَديثَك العَذْبَ الذي نفِدَ العبيرُ وما نَفَدْ |
سَتَظَلُّ فيما بينَنا بالروحِ إن غابَ الجَسَدْ |
مَنْ عاشَ في الأكبادِ يَبْقى بينها مهما ابْتَعَدْ! |