شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
تـوأم الشَّمْـس
قَبْلَ أنْ ألْتَقي بها وأراها
كان قَلْبي يَحومُ فَوْقَ حِماها
لَمْ أكُنْ أعْرِفُ اسْمَها، غَيْرَ أني
كُنْتُ أشْتَمُّ في النَّسيم شَذاها
أتَمَلّى في الزَهْر صُورة عَيْنَيْها -
وفي النَّهْرِ ضِحْكَها وبُكاها
وإذا غَنّتِ الطُيورُ تَراءتْ
آيةً بَعْدَ آيةٍ في صَداها
وإذا اسْتَرْعَتْ الثِّمارُ عُيوني
هَزّني واسْتَفزّني نَهْداها
وكأنِّي أعُلُّ مِنْ شَفَتَيْها
خَمْرةً تَسْلُبُ النُّهى رَيّاها
مُنْذُ ألْفٍ مِنَ السنينِ وألفٍ
كُنْتُ أرْعَى في المـَرْج مَعْهـا الشياهـا
كُنْتُ طِفْـلاً، وطِفْلـةً هِـيَ كانـت
هـَلْ رأيـتَ الأطفـال ما أحْلاهـا؟
لا أخوها عَيْنٌ عَلَيْنا رَقيبٌ
نَتَّقيه، ولا نخاف أباها
نَتَبَارَى في العَدْوِ حيناً وحيناً
تَتَباهى عَلَيَّ أو أتَباهَى
ثُمّ شَبَتْ كما شَبَبْتُ فصرْنا
نَتلاقَى خواطراً وشِفاها
مَنَعوها عنِّي.. فهَلْ مَنَعوها
في المنامات أنْ أقبّل فاها؟
وهَلِ استأصَلوا الهَوَى مِـنْ ضُلوعـي
أوْ محَاها مَن ادّعى أنْ حمَاها؟
وهَلْ استأسَرُوا النَّائم كَيْلا
أنْتَشي مِنْ عَبيرها ونَداها؟
ثمَّ حطَّتْ بها الرياحُ بَعيداً
فَبَكَتْها روحي وطارَتْ وَراها
فرّقَ الدَّهْرُ بيننا غَيْرَ أنّ -
البُعْدَ قَوَّى مِـنْ عَزْمنـا مـا تَواهـى
لَمْ أبُحْ باسْمِها لِغَيْر ضميري
أوْ أَرَحّبْ بالمَوْتِ إلاّ فِداها
قَد شَأتْ جيلَها جَمالاً وذَوْقاً
وذَكاءً… ولا أرَى مَنْ شآها
وطَغى نورُها فيا شَمْسُ غيبي
أنْتُما تَوْأمٌ، فيَكفي سَناها
كلُّ حَسْناءَ تَجْتَني مِنْ شَذاها
كلُّ هَيْفاءَ تَجْتَدي مِنْ بَهاها
مُتُّ وَجْداً بها وماتَت حَنينا
وَيْحَ بَعْض القُلوب ما أقساها
والْتَقَينا مِنْ بَعْدِ ألفٍ، فعادوا
كالجَواسيس يَقْتَفون خُطاها
أوْصَدوا دونَها المنَافِذَ حتَّى
أعْجَزوا النورَ أنْ يزورَ خِباها
وأقاموا مِنَ العُيون سُدوداً
حَوْلَها يُحْسِر العُيونَ مَداها
لا يريدونني فَتاها، وتَأبَى
هِيَ إلاّ بأنْ أكونَ فَتاها
كلَّما حَطّمَتْ نواجِذَ قَيْدٍ
غَرقَتْ في القُيود تَتْرى يَداها
لَمْ أخُنْ عَهْدَها ولا هِيَ خانَتْ
كَيْفَ أهْـوى مِـنَ المـلاحِ سِواهـا؟
* * *
يا فَتاتي يا حُلْوتي لا تَراعي
يَبْعَثُ النـاسَ في غـدٍ مَـنْ طَواهـا
سَوْفَ تحيـا الغُصـونُ بَعْـدَ ذُبـولٍ
وتَعُود الزُّهورُ ما أنْداها
التقاليدُ فَرّقَتْنا، ولكنْ
سَوْفَ تفْنَى… ويَنْطـوي مَـن بَناهـا
كلُّ حَيٍّ إلى التُراب، فمَنْ ذا
قَطَعَ الحَبْـلَ بَـيْنَ عيسـى وطاهـا؟
لَمْ يَدُم عاصِفٌ، ولا دامَ لَيْلٌ
فاذْكُري – كلَّمـا يَئِسْتِ – الإلَهـا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 600 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج