| هَتَفْتُ أناجيك يا ساميَهْ |
| حَدِيثُكِ شِعْرٌ بلا قافِيَهْ |
| وثَغْرُك أُهْزوجةٌ حُلْوةٌ |
| على شَفَة الوَرْدةِ الدامِيهْ |
| وعيْنَاكِ! كَيْـفَ اقْتَحَمْـتِ السمـاءَ |
| وعُدْتِ بِزُرقَتِها الصافِيَة؟ |
| وشَعْرُكِ حُلْمُ الشُّعاعِ تَدَلَّى |
| عَناقيدَ في عُرسُ الدَّاليهْ |
| تَوَسَّدَه العُطْر أُرْجوحةً |
| مَعَ الشَّمْس رائحةً غادِيهْ |
| وصَوْتُكِ نَجْوَى النَّسيم النَّدِيّ |
| وتَمْتَمةُ الطَيْرِ للسَّاقِيَهْ |
| تَنَزَّه عَنْ تُرّهاتِ التُرابِ |
| وجَدَّدَ ألْوانه البالِيَه |
| تحومُ عليه قُلوبُ النَّدامى |
| وتَصْدُرُ رَيْانةً صادِيَه |
| كَسَاهُ الربيعُ بألْوانِهِ |
| ومَوَّجَهُ بالرُّؤى الحالِيَهْ |
| إذا انسابَ تَحْتَ جَنَاحِ الدُّجَى |
| تَراقصتِ الأنْجُمُ السَاهِيَهْ |
| ومالَتْ على وَرْدَةٍ وَرْدَةٌ |
| تُوَشْوِشُ في أُذْنِها شاكِيَهْ: |
| أُخَيّة في الحيِّ عُرْسٌ تقودُ |
| مواكبَه فِتْنَةٌ شادِيَهْ |
| تَهادَتْ على الأُفْقِ أعْلامُه |
| وماجَتْ بِشائِرُه الزَاهِيَهْ |
| فكَيْفَ تغافَل عنَّا الدُّعاةُ |
| أكُنَّا مِنَ النَّوْم في غاشِيَهْ؟ |
| أُخَيّة قُومي، أما تَسْمَعين |
| أغاني السَّماءِ على الرَّابِيَة؟ |
| أُخَيّة قُومي أما تَنْشِقين |
| بِهذي الأغاني شَذا ساميَهْ |
| ويَنْسابُ صَوْتُك حُلْواً شَجياً |
| كَدَنْدَنَةِ الناي للراعِيَهْ |
| فَيَصْطَفِقُ الحَيُّ مِنْ نَشْوةٍ |
| ويَغْرَق في آهةٍ طاغِيَهْ |
| ويَهْمِسُ في سِرِّه شاعِرٌ |
| يُغالِبُ دَمْعاتِهِ الهامِيَه: |
| هَتَفْتُ أُناجيكِ يا ناجِيَهْ |
| حَديثُك شِعْرٌ بلا قافِيَهْ |
| أُحبُّك جِسْماً زَكِيّ المَجاني |
| ورُوحاً مَفاتِنُها دانيَه |
| وأهْواكِ صَوْتاً يَفيضُ عَبيراً |
| ويَهْمي حياةً على البادِيَه |
| نَثَرْتُ على قَدَمَيْكِ جُروحي |
| فلا تُرْخِصيهنّ يا غالِيَه! |