شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البُشْـرى
أهْدى صاحبُ الديوان إلى حديقة أنيس الخوري، شاعر زَحْلة، زجاجة شراب، ومعها هذه القصيدة
هذا شَرابٌ يَشْحَذُ الفِكْرا
فاشْرَبْ، فأنْت بسرّه أدْرَى
وأشِدْ بزَحْلةَ، فهْيَ ما بَرحَتْ
رَغْمَ النوازل جَنّةً خَضْرا
لا تَبْرَ في الدنيا يُقاسُ إلى
رَمْلاتها… لا تبْرَ ولا تِبْرا
تَهْفو النُفوسُ إلى مَلاعِبها
وتَحومُ فَوْقَ بيوتها سَكْرى
خَلَعَ الجمالُ على مناكِبها
ثَوْبيْن، لا أغْلى ولا أغْرىَ
الشِعْر عاج بأفْقِها قَمَراً
والفَنُّ ماجَ بِرَوْضِها زَهْرا
والسِحْر ساحَ على مَدارجها
غِيداً… تعالَى الله ما أثْرَى!
واذكرْ على الوادي (1) تعارُفَنَا
كَمْ جدَّد التِذكار ما مرَّا
في مَجْلِسٍ طافَتْ نوافِحُه
وتَلأْلأَتْ آفاقُه بِشْرا
تَحْتَ العرائِشِ… كلُّ ثانيَةٍ
فيه تُضيفُ لعُمْرنا عُمْرا
الطَيْرُ تَضْحَك فوقَنا عَلَناً
والنَّهْرُ يَبْكي تَحْتَنا سِرّا
نَتناشَدُ الأشْعار آوِنَةً
ونَخوضُ في تَشْريحِها أُخْرى
لا نَفْهم التَجْديد شَعْوَذةًً
أوْ ثَوْرةً رَعْناءَ أوْ هَذْرا
إن الجديدَ هو الجمالُ، فَمنْ
يَكْشِفْ مفاتِنَه فَقَد أثْرى
خابَ الدَّعيُّ وساءَ عاقبةً
الشُهْرةُ الغَرَّاء لا تُشْرىَ
أعْداءُ "شوقي" كالهَباء مَضَوا
واسمُ الأمير يُغالب الدَّهْرا
* * *
يا شاعري - والفَخْرُ أرْقَصَني-
أنْتَ الذي زَيَّنتَ لي الفَخْرا
لا جاهَ يَرفَع شَأنَ صاحِبِه
بَقي "المَعرّي" وانطَوى كِسْرى
بُشْراكَ، هزّ الأيْك بُلْبُله
لما رآك… فيا لهَا بُشْرى!
حيَاك باسْم النازحين، فلا
تَكتُبْ عليه - إذا كبا - وِزْرا
العُجْمَةُ النكْراء تأكُلُني
ما حيلتي بالعُجْمة النُكْرا؟
هي في طريقي أيْنمَا اتجَهَتْ
قَدمَايَ، وهْيَ بَليّتي الكُبْرى
أمُّ اللُّغات بِبَيْتِها أمَةٌ
تَشْكو الهَوانَ بمقْلَةٍ سَكْرى
يا صاحبي ما كان أجْدَرَني
ألاّ أخوضَ بزَوْرَقي البَحْرا
حَمَلْتُ نَفْسي فَوْق طاقَتِها
يا لَيْتَ لَمْ أكْتُبْ وَلمْ تَقْرا
هذا الشرابُ - على مَرارته -
يَجْلُو الهُمومَ وَيشرَح الصَّدْرا
هو بِنْتُ داليَةٍ مُدَلَّلةٍ
في الرَّوضِ، لكنْ لم تَزَلْ بِكْرا
ما مسّها جِنٌ ولا بَشرٌ
الكأسُ صوَّرها لنا خمْراً
البابليّةُ رَغْم شُهْرتِها
لَمْ تَشْؤُها شَرَفاً ولا قَدْرا
حَلّتْ لساقيها وشاربها
ومَشَتْ تجرّ ذُيولها كِبْرا
قَسماً لَسَـوفَ تفـور مِـنْ غَضَـبٍ
إنْ لَمْ تُهجْ في صَدْرك الشِعْرا
فاشْرَبْ ولا تَقْطَعْ لها أملاً
ما خاب حُرٌ يَرْتَجي حُرّا
قُلْ ما تشاء وسُبَّ ساعَتَها
لكنْ -سألتُك- لا تَقُلْ شُكْرا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :438  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 588 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج