مِمّا أكابدُ ما في القَلْـبِ مِـنْ نـارِ؟ |
أم ذاك شَوْقٌ لمَنْ شَطّتْ عَـنِ الـدارِ؟ |
تِلْكَ التي نَزَلَـتْ قَلْـبي علـى طفـلٍ |
فنَضّرتْ بِنَداها رَوْضيَ العاري |
عامانِ مرّا وذِكْراها تُؤرّقني |
هلاّ ترامَتْ إلى غَلْواءَ أخْباري؟ |
جَنَتْ علـيّ ومـا أنْفَـكُّ أحْرُسُهـا |
مِنْ ظُفْرِ واشيَةٍ أو ناب ثَرْثارِ |
ولا يزالُ اسْمُها يَنْساب فـي خَلَـدي |
عِطْراً، ويَرْقُص ألحاناً بأوْتاري |
ولا أزالُ أناجيها وإنْ نَسَيتْ |
صَوْتي، ولَمْ يَعْنِها في الحـبِّ إصْـراري |
اللهُ يَشْهَدُ أنَّ الشَوك مِنْ يَدِها |
أشْهَى إليَّ مِنَ الرَّيحان والغارِ |
لَمْ تَحْلُ خَمْـريَ لولاها ولا انْتَشَـرَتْ |
في الشَرْقِ والغَرْبِ ألحانـي وأشْعـاري |
كالحُلْمِ كان لِقانا دونَ تَوْطِئةٍ |
ما أجْمَلَ الحبَّ يأتي دونَ إنذارِ |
كمْ أرْخَصَ الوَعْدُ ما أغلَـتْ مفاجـأةٌ |
أحْلَى الهدايـا الـتي التفّـتْ بأسـْرارِ |
ما هشَّ قَلْبي لِحُبٍ لا يُعَذِّبُه |
ولا اطْمأنّ لِجُرْحٍ غَيْرِ نَغّار |
أنَظْرَةٌ في زِحام السوقِ عابرةٌ |
تَكْفي لِتَرْويض لَيْثِ الغابـة الضـاري؟ |
ما أضْعَـفَ المـاردَ الجبـارَ يَصْرَعُـه |
بَيْنَ الفوارس طَرْفٌ غيرُ جبارِ |
يا عيـدَ مَوْلِدهـا هَلاّ حَمَلْـتَ لهـا |
مَعَ النسائِم أشْواقي وأفكاري |
لا يَسْتطيعُ جناحـي أنْ يَغـوصَ إلـى |
أعْماق نَفسي، ويَجْلو غَـورَ أغـواري |
تفاوَتَت قِيَم الأيام في نَظَري |
فالبَعْضُ مِنْ ذَهَبٍ والبَعْضُ مِـنْ قـارِ |
ماذا أقولُ لها في عِيدِ مَوْلِدها |
وكلُ عطْر زَكـا مِـنْ عِنْـدِ عَطّـار |
وكَيْفَ أجني الدَّراري كي أصوغ بهـا |
عِقْداً لصَـدْرٍ شَـذِيّ النَفْـح مَـوّار |
وكَيْفَ أحْتَبِس الأيام في قَفَصٍ |
كي لا تعيثَ بأزْهارٍ وأثمارِ؟ |
وكَيْفَ أُسكرُ قَيثاري لأسْمَعَها |
مَعْزوفةً لَمْ تَدُرْ في بالِ قَيْثارِ؟ |
وكَيْفَ أحْمِلُ في جَيبي الربيـعَ لكَـيْ |
أمُدُّه تَحْتَ رِجْلَيْ رَبَّةِ الدار؟ |
وَكَيْفَ أزْجُرُ نَفْسي أو أقولُ لها |
يا نَفْسُ داري هَوَى مَحْبوبتي داري؟ |
* * * |
يا عيدَ مَوْلِدهـا يـا عيـدَ مَوْلِدهـا |
شَطّ المَزارُ بنا والقَلْبُ في نارِ |
حَسْبي إذا عـيَّ شِعْري أن أقـولَ لهـا |
كلُّ الشُهور عبيدٌ عِنْدَ أيّارِ! |