| هَبْني جَناحَكَ، أو فَفُكَّ جَناحي |
| أرْكَبْ إليكَ مَطيّةَ الأرياحِ |
| غَبَّـانُ يا بـنَ الأكرمـينَ لَكَـمْ أنـا |
| في لَهْفَةٍ لِنَديِّك الفَيّاحِ |
| الناشرُ الأدَبَ المُهَذَّب رايةً |
| لا خَيْرَ في أدَبٍ أخسَّ إباحي |
| الحاملُ الأعباءَ عَنْ رُوّاده |
| والباعثُ الآمال في الأرواحِ |
| لا خَمْرَ فيه ولا كُؤوسَ، ورُبَّما |
| سَكِروا وَلمْ يَتَعرضوا لجُناحِ |
| وَلرُبَّما طَلَعَ الصَباحُ وكلُّهمْ |
| صاحٍ يغالبُ بالتَجَلُد صاحي |
| نادٍ تحجُّ له القلُوبُ، وتَلتَقي |
| فيه العُقـولُ علـى هُـدىً وصَـلاح |
| يتصاوَلُ الفُرْسانُ في حَلَباته |
| بالرأي، لا بأسنّةٍ وصِفاح |
| إن لَمْ يكونوا مِنْ أبٍ وعَشيرةٍ |
| فهُمُ رِفاقُ ثقافةٍ وكِفاحِ |
| لَهَجَ الرُواةُ بـه، فَهـلْ مِـن مَوْضـعٍ |
| فيه لهذا الشاعر المُلْتاحِ؟ |
| التاركِ الأوطانَ في طَلَب العُلَى |
| والمالئ الدُنْيا على النُزَّاح |
| أقسَمْتُ لَسْتُ على القَريـض بواغِـلٍ |
| أنا مِنْ كِرام حماتِه الأقْحاحِ |
| غسّانُ أنْجَبَني فطابَتْ خَمْرتي |
| وحَلا صُداحـي في الهَـوَى ونُواحـي |
| يَمْتازُ شِعْري بالسَلاسَةِ، فهْو لا |
| يَحْتاجُ للتشْريحِ والشُرّاحِ |
| لازَمْتُ مَدْرسةَ الأمير
(1)
فقادني |
| للنُور بَيْن دَياجرٍ ورياحِ |
| إني اخْتَصَرْتُ الروْضَ في قارورةٍ |
| وحَبَسْتُ نورَ الشَمْـسِ فـي مِصْبـاح |
| كم زُرْتُ دِجْلَة في المنام وزارَني |
| ولَكَمْ غَسَلْتُ بمائة أتْراحي |
| برَدَى ودِجْلةُ توأمٌ في خاطري |
| لا بَلْ جَناحٌ قائمٌ بجَناحِ |
| مَنْ شادَ إلاّ بالمحبةِ بَيْتَه |
| يَنْهار بَيْن عَشِيّةٍ وَصباحِ |
| إن فَرّقتنا النازلاتُ، فرُبَّما |
| طَلَعَ الضِيـاءُ مِـنَ الظَـلام الماحـي |
| ولَسوْف يَجْتَمع العِراقُ وجُلَّقٌ |
| في حَمْلةِ التَحرير والإصْلاحِ! |
| * * * |
| يا إخْوَتي كَيْفَ السبيلُ إلَيْكُمُ |
| هَلْ تَشْعُرون بشَوْقِيَ اللَّفّاح؟ |
| تَجْري رِياحُ سَفينتي في غَيْرِ ما |
| تَهْوى… فـداوُوا بالرَّجـاء جِراحـي |
| سأزوركُم في الريح نَفْحَةَ عَنْبرٍ |
| أو نَغْمةً شَقْراء مِنْ صدّاح! |