شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آخـر قبلـة
هَذهِ يا مُنايَ آخِرُ قُبْلَهْ
فدَعيني أمْتَصُّ ثَغْراً ومُقْلَهْ
قسَماً لَنْ أذوقَ بَعْدكِ شَهْداً
مِنْ فمٍ… أو أطـيرَ فـي إثْـر نَحْلَـهْ
جَمْعَتْنا الحياةُ حيناً، ولكنْ
تَنْتهي في أوانِها كُلُّ رِحْلهْ
قَتَلَتْني عيناك...يا وَيْح قَيْسٍ
كَيْفَ حَلّلتِ يا بَريئةُ قَتْلَهْ
ما تَوَقَّعْتُ وَقْفةً مِثْلَ هذي
لَيْتَ عينَ الزمان عنّا بغَفْلَه
كان حُلْماً لقاؤنا أو كحُلْمٍ
مثلما يَلْتَقي نَسيمٌ وفُلّه
كَيْفَ قيدتِ فـي هَـواكِ وجـودي؟
يا لَلُغْزٍ عَجَزْتُ عَنْ أنْ أحُلَّهْ
بَسْمةٌ مِنْكِ وارتعاشَةُ جَفْنٍ
خَلْتاني على دُروبكِ شُعْلَهْ
ضاعَ عَقْلي، وكُنْـتُ أعْجَـُب ممّـنْ
في هَوَى حُلْوةٍ يُضيّع عَقْلَهْ
ماتَ قلبي إلاّ بقايا رَجاءٍ
كَمْ قَتيل رَمَتْ لِحاظُكِ قَبْلَه؟
وَيْحَه كَمْ جَنَى هَواكِ عَلَيْه
وهْوَ راضٍ يُعِلّ بالصَّبْر غُلَّهْ
ذلَّ، وهْوَ الذي تحدَّى الثُّريّا
يا لَه عَنْتراً أذلّتْه عَبْلَة!
أتُرَى شابَ حُبُّنا وهْو طِفْلٌ
أَمْ تُراني خُدِعْتُ مِنْكِ بِطفْلَة؟
أخَبا في الضُّلوع جَمْرٌ، ودالَتْ
دَوْلةٌ فيها طَاوَلَتْ كلَّ دَوْلَهْ
شابَ فَوْدي، ولا يَزالُ فُؤادي
يَزْرَعُ الحُبَّ ثُمَّ يَجْنيه غَلَّهْ
لَسْتُ أرْثـي لِمُدْنَـفٍ مـاتَ وَجْـداً
أنا أرْثي لِمَنْ تَعَمّدَ عَذْلَهْ
إنْ زَكَتْ خَمْرتي فثَغْركِ كَرْمي
جلَّ مَنْ حرَّمَ الجَنَى وأحَلَّهْ
وإذا اهْتزّتِ النفوسُ لشَدْوي
رُحْتُ أعْزو إلى عُيونكِ فَضْلَهْ
وهَبَتْني يداكِ خَصْلةَ شَعْرٍ
سَلِمْت للنَّدَى يَدانِ وخَصْلَهْ
تَحْفُةٌ مِنْ مَقالِع التِّبْر سُلَّتْ
أوْ مِنَ الشَّمْـس قَـدْ تدلّـتْ بسَلّـه
في ضُلوعي أصونُها وجُفوني
يا لَكَنْز لَدَيّ أحْذرُ بَذْلَهْ
يا زَمانَ الهَوَى زَرْعْتَ بقَلْبي
عِلّةً، إثْرَ عِلّةٍ، إثْرَ عِلّهْ
أَنْتَ أزْهَى العُهـودِ مَهْما تَجَهّمْـتَ-
فيا وَيْلَ مَنْ يَعيبُكَ، وَيْلَهْ
آهتي مِنْكَ وابْتِسامتي ودَمْعي
والذي جِئْـتُ مِـنْ صَـلاحٍ وَزلَّـهْ
أنا لولاكَ لَمْ يَكُنْ لي جَناحٌ
في مراقي الشِّهابِ يَسْبَحُ حَوْلَهُ
أنا لولاكَ ما اهْتَدَيْتُ لذاتي
لا وَلَمْ اكْتَشِفْ فَضائيَ كلَّه
فَوْقَ هـامِ السُّهـى رَفَعْـتُ لوائـي
فاغْنَمي يا قَوافلَ الحُبّ ظِلّهْ
جَوْلَتي فيكَ طَهَّرتنيَ رُوحاً
لَيْتَ كـلَّ النُّفـوسِ تَحْظَـى بجَوْلَـهْ
جَوْلتي فيك قَرَّبتْني إلَيْها
وسَقَتْني خَمْرَ السُّهادِ وخَلَّهْ
إنْ تكُ الشامُ مَهْدَهـا فهْـي مَهْـدي
أوْ تَكُنْ زَحْلةٌ فمَهْديَ زَحْلَه
باسمها العَذْب طـارَ ذِكْـري، ولـولا
نِعْمَيَاتُ السَّحـاب لَـمْ تَـزْهُ حَقْلَـهْ
* * *
قَبْلَ أنْ نَلْتَقي على الأرضِ كُنَّا
نَلْتَقي في غِمامةٍ خَلْفَ تَلّهْ
لَمْ نَكُنْ نُحْسِنُ الكَلامَ ولكنْ
لَمْ تَفُتْنا في دَفْتَر الحُبِّ جُمْلَهْ
نتَنَاجَى باللَّحْظِ حيناً، وحيناً
نَتَنادى بنَبرةٍ أو بِسَعْلَهْ
بحِجار الخَيال نَبْني قُصوراً
ومِنْ الوَهْم نَرْتَدي ألفَ حُلَّهْ
قَدْ شَرِبْنا ماءَ الحياة، فماذا
بَرَدَى – كَوْثَـرُ العُصـور – ودِجْلَـهْ
ثُمَّ ضَعْنا… وبَعْدَ مليونِ عامٍ
جَمَعَتْنا الحياةُ طِفْلاً وطِفْلَهْ
هَمُّنا أنْ نَحومَ حَوْلَ غَديرٍ
أو نُثيرَ الظُّنون في ظِلِّ نَخْلَهْ
نَسْبِقُ الشَّمْسَ لِلْمُروج، ونَعْزو
في مَداراتِها النُّجومَ المُطِلّهْ
نَلْتَقي خُفْيةً ونَزْعُم جَهْراً
أنَّنا نَلْتقي لأوَّلِ وَهْلَهْ
لا تَخاف الطُّيورُ منَّا أذاةً
كَيْفَ يُـؤذي حَمـامُ مكَّـةَ أهْلَـه؟
ثم ضِعْنا… وبَعْدَ مِلْيونِ عامٍ
جَمَعَتْنا الحياةُ في إثْرِ حَفْلَهْ
فجَرَى دَمْعُنا سُروراً وعِشْنا
ألْفَ عامٍ عنِ العُيون بعُزْلَهْ
فلماذا نَشْكو الفِراق ونَبْكي؟
تَنْتَهي في أوانِها كُلُّ رِحْلَهْ
قَرّبي يا مُناي ثَغْركِ… إنِّي
ظامىءٌ، فانْقَعي غَليلي بنَهْلَهْ
ها هنـا مَفَـرَق الطريـقِ، فعُوجـي
أوّلُ الشَّوْط نَقْلةٌ ثُمَّ نَقْلَهْ
لَيْسَ بَيْنَ الشِّتاء والصَّيْفِ إلا
ليلـةٌ، أو أقـل مـن بعـض ليـلـه
قَدْ بَدَأنا لِقاءنا بسَلام
فَلْنُوَدّعْ هذا التَّلاقي بقُبْلَه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 577 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.