شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
قطتـي
قِطّتي حُلْوةٌ كشَدْوِ الهَزارِ
أو كَنَجْوى الأوتار للأوتارِ
ليسَ فيها ما يَلْفِـتُ الطَّـرْفَ لكـنْ
هِيَ نورُ الحياةِ في أنظاري
أَكَلَتْ قلبيَ المِلاحُ ولكنْ
لَمْ أرَتّلْ لغيرها أشعاري
كلُّ شِعْري لها ومنها وفيها
هَلْ جَرى شاعِرٌ على آثاري؟
أنا في حُبّها رَكِبْتُ المَعاصي
وعلى بابها خَلَعْتُ عِذاري
إنْ زَهَتْ فالظَّلامُ زَهْوٌ ونورٌ
أوْ بَكَتْ فالنهار لوحةُ قار
تَتَثنّى… فيا غُصون تواري
وَتَغَنَّى… فما حنينُ الكَناري
في مطاوي جُفونها ألْفُ سرٍّ
عَلِّموني قراءةَ الأسرارِ
أنا في سِجْنها أسيرٌ، فتَبًّا
لِيَدٍ قَدْ تَفُكّني مِنْ إساري
أنا في بَحْرها غَريقٌ فروحوا
واتركوني لِمَوْجها الهدَّار
أنا كابٍ ما بَيْنَ ثَغْرٍ ونَحْرٍ
لكمُ اللهُ لا تُقيلوا عِثاري
هِيَ في رقّة الحَمامة لكن
تَصْرَعُ النَّسْرَ فـي مراقـي الـدَّراري
دَغْدَغ البَدْرُ صَدْرها فَنَهَتْهُ
يا مَليك الدُّجى حَذار حَذارِ
لَمْ تُكوَّرْ هذي الثِّمارَ لتُجنَى
بَلْ لِتَذكيرها بمَجْدِ الباري
ولكيْ يَنْتشي الشَّذا بِشَذاها
ولكي تَزْدَهي على الجُلّنارِ
خَجِلَ البَدْرُ حينَ غَلَّتْ يَدَيْه
واخْتَفَى فجأةً وراءَ ستارِ
لا تلوموهُ فهو مِثْلي صَبٌّ
عاثرُ الحَظِّ شاردُ الأفكارِ
شاعرٌ هامَ بالجمال… ويَدْري
أن دَرْبَ الهَوْى مُحاطٌ بِنارِ
قد صَفَتْ كالشعاع رُوحـاً وجِسْمـاً
فهَيَ أُنسُ القُلوب والأبْصارِ
عَيْبُها الفَرْدُ أنْ لا عيْبَ فيها
هَلْ يُعاب الربيعُ في نَوّار؟
* * *
يا فَتاتـي يـا حُلْـوةَ الـروح مالـي
أتَّقي اللَّوْمَ في الهوى وأُداري؟
إن يَكُ الحُبُّ يا فتاتي عاراً
فاشْهَدي أنَّني سَعيدٌ بعاري
شَغَلَتْني عَيْناكِ عَنْ كلِّ شيءٍ
فهما بَيْعتي وأهْلي وداري
لا أرى في العُيونِ أحْلَى وأغْلَى
منهما في تَنمُّرٍ وانكسارِ
إن تَلَفّتُّ بشّتَا عن يميني
وإذا مِلْتُ هَشّتا عَنْ يَساري
قَبْلَ عَيْنَيْكِ لَمْ يَشُكْني فِراشٌ
لا، وَلَمْ أرْوِ بالسَّرابِ أُواري
أنا لولاهما لما طابَ شِعْري
لرُواتي، ولا استطارَ غُباري
منهما أسْتقي القَوافي، وأسْقي
كلَّ ظمآنَ للنَّمير الجاري
ليـسَ ما تَسْمعـون لَحْـني، ولكـنْ
بيَدَيْها تراقَصَتْ أوتاري
سوف أمضي غـَداً، ويَبْقـى قريضـي
فاذْكروها إذا استَطَبْتم ثِماري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 576 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.