شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الساقـي
لا الكَدْحُ يُضْنِيه ولا السَهَرُ
هانَ الجِهاد يُثيره وَطَرُ
طافَتْ على السُّمار بَسْمَتُهُ
فانجابَ عَنْ دُنْياهُم الضَجَرُ
طابَتْ شمَائله فطابَ لهم
في ظلِّه التَّهْريجُ والسَمَرُ
يتصايَحون فلا يَضيقُ بهم
ويُلَوِّحون له فيَبْتَدرُ
كَمْ أشْرَكوه في مَعارِكِهم
فَتَفَتَقَتْ عَنْ رَأيه عِبَرُ
يَجْري إذا جَدُّوا بحَلْبَتهم
ويَبُزُّهم بالهَزْل إنْ هَذَروا
سَبَر السِياسَة فهو ثَعْلَبُها
والحَرْبَ، فَهْوَ أميرُها الخَطِرُ
هَيْهَات تَخْفَى عَنْه خافِيةٌ
ويَغيبُ عَنْ عَيْنَيْه مُسْتَتَرُ
إنْ خانَه البُرْهانُ لفَّقهُ
الكِذْبُ في الجزَّاتِ مُغْتَفرُ
مِنْ كلِّ فَنٍ عِنْدَه قَبَسٌ
مِنْ كُلِّ علْم عِنْدَه خَبَرُ
ما فاتَه في الحَرْبِ مَعْرَكةٌ
أوْ جازَه في السِلْم مُؤْتَمرُ
لكأنَّه مَوْسُوعةٌ جَمَعَتْ
أخْبارَ منْ جاؤوا وَمَنْ غَبَروا
يَرْوي أساطيرَ الزُّنوج كما
يَدري لماذا يُخْسَفُ القَمَرُ
ويَعُد أسماءَ النبات كما
يُحْصي ملوكَ المالِ إنْ ذكروا
أبَداً يُهَدْهَدُ قَلْبَه أمَلٌ
زاهي الحواشي ضاحِكٌ نَضِرُ
ما للعبوسِ على ملامِحِه
ظلٌّ ولا في صَوْته أثرُ
يَطْوي على مَرَحٍ جَوَانِحَه
ويَلوحُ في خَطراتهِ الطَفَرُ
راضَ المكارهَ بابتسامَتِه
وصَفَا على ضَحَكَاتِهِ الكَدَرُ
ما أضْيَقَ الدُّنيا على بَرَمٍ
مُتَجَهِّمٍ، نَظَراتُه شَذَرُ
تَرْتَدّ عنه الأذْنُ موقرَةً
ويَزِلّ عَنْ سيمائهِ النَظَرُ
لا الحُسْنُ يَبْعَثُ في جوانحه
أمَلاً، ولَيْسَ يَهُزّهُ وَترُ
ماتَتْ أهازيجُ الحياة على
نَبَراته… فكأنه حَجَر!
* * *
يا حِلْيَةَ المَلْهَى وقِبْلَتَه
وَمناط مَنْ ورَدوا ومَنْ صَدَروا
لولاكَ لَمْ تَضْحَكْ مَجالِسُه
طَرَباً، ولَمْ تَتَألَّقِ الجُدُرُ
وتَحُمْ على شُرُفَاتِه زُمَرٌ
وتَحُمْ على أبْوابه زُمَرُ
سُقياً لعَهْدٍ كان لي مَرَحٌ
في ظِلِّه الضافي ولي سَمَرُ!
كَمْ جِئْتُه والشَمْسُ في أثَري
وَتَركْتُه واللَيْلُ مُعْتَكِرُ
لا لَفْحَةُ الرَّمْضاء تَحْبِسني
عَنْهُ، ولا يَثْنيني المَطَرُ
يا قرَّة الأنْظار لا عَبَسَتْ
في وجهِكَ الأحداث والغيرُ
نَمْنَمْتُ باسمِك رَوْضَتِي فَزهَتْ
وَهَتَفْتُ فيه فَصفَّق الزَّهَرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :417  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 566 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.