شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بيَّـاع الجرائـد
قُمْ، فالصَّبـاحُ أطـلَّ مِـنْ شُرُفاتـهِ
تَتَماوَجُ الأنوارُ في بسَمَاتِهِ
غَمَـزَ الخَمائـلَ فازْدَهَـتْ أعطافُهـا
والطَّيْرَ، فازْدَحَمَتْ على غَمزاتِهِ
يا حاملاً خُبْزَ النُّفـوسِ إلـى الـوَرَى
لَوْ أنصفوكَ تَسابَقوا لِفُتاتِهِ
جَهِلوا مَقَامَـك، فاغْتَفِـرْ إعراضَهُـمْ
قَدْ يُعْذَرُ الكابي على كَبَواتِه
وزَّعْتَ نَفْسَكَ بينهم، مُتَأَبِّطاً
عِبْئاً نَهَضْتَ به على عَلاّته
طَوْراً تَحوم علـى الجُمـوع، وتـارةً
تَسْعَى إلى الفَلاّح في وُكُناتِه
في كُلِّ أذْنٍ مِنْ هُتافِك رَنّةٌ
وصَدىً شَجِـيُّ الوَقْـعِ مِـنْ مَطّاتِـه
كَمْ ذا تَحَدّاك الشِّتاءُ بقَرِّهِ
وبثَلْجِهِ، فَضَحِكَتَ مِنْ حَمَلاتِهِ
صَفَّحْتَ رِجْلَك بالمَداسِ تَخُـوضُ فـي
أوحالِهِ، وتغوصُ في بُؤْراتِهِ
الناسُ حَـوْلَكَ يَهْرُبـون، وأنْـتَ في
خَطّ الدِّفاع تَصولُ في غَمَراتِهِ
شَمَّرْتَ عَنْ زَنْدٍ يَفَيض صَلابةً
وكَشَفْتَ عَـنْ صَـدْرٍ زَهَـا بثَباتِـهِ
فَلْيَضْرِبِ الإِعْصـار حَـوْلَكَ مَعْقِـلاً
تَتَقاصَرُ الأبْصار عَنْ غاياتِهِ
وَلْتَعْقِدِ الأمْطارُ دونَك جارِفاً
تَتَدافَعُ الأخطار في كَرَّاتِهِ
مَنْ كان مِنْ آماله في جَنّةً
ومِنَ العَزيمة في ربيعِ حَياته
هَيْهَات تَثْنيـه العَواصـفُ ما طَفَـتْ
أوْ تَكْبَحُ الأهْوالُ مِنْ وَثَباتهِ
ولكمْ غَزالكَ الصَّيـْفُ يَقْـذِفُ حَـرَّه
جَمْراً يَؤُجُّ المَوتُ في لَذَعاتِهِ
ريحُ السَّموم تَهُبّ مِنْ أنْفاسه
ولَظَى الجَحيمِ يَجيشُ في نَظَراتهِ
فَصَبَرْتَ صَـبْرَ الأنبيـاء علـى الأذى
وفَلَلْتَ بالإِيمانَ حَدَّ قَناتِه
وقَذَفْتَ نَفْسَك في الشوارع، لَمْ تَخَـفْ
سَوْطَ اللَّهيـب يَصـول في ساحاتـِه
يا نارُ كوني – إنْ تَهزّكِ نَخْوَةٌ
بَرْداً عليه، وفّيئي خُطُواتِه
أترفُّ إبراهيمَ منكَ غَمامةٌ
سَمْراء تَفْرُش بالنَّدَى طُرُقاتِه
ويَخوضُ منك حَفيدهُ في غمرةٍ
حَمْراءَ تَمْوُجُ بالمُدَى حَلَباتِه؟
* * *
بأبي ومـا مَلَكَـتْ يـدايَ مُدَجَّجـاً
بالماضِيَيْن رَجَائِه، وأناتِه
لا يَستريحُ ولا تَهِي عَزَماتُه
كَفْكَفْتُ شَـرَّ العَـيْن عَـنْ عَزَماتـه
لولاه لانْحَبَسَ الأديب ببُرْجِهِ
وطَوَى جَنَاحَيْه على نَفَحَاتِهِ
هُوَ هَمْزةٌ بين القُلوب، وسُلّمٌ
تَتَنَقَّلُ الأخْبار في دَرَجَاتِهِ
ماتَتْ حَزازاتُ السياسيةِ عِنْدَه
وتعانَقَ الأضدادُ في راحاتِه
لا شَأَنَ للأحزاب في سُلْطانه
فَلْتَحْنِ هامَتَها على عَتباتِه
كلُّ المبادئ عِنْدَه مَعْروضةٌ
لا يَخْشَ طبّالٌ على نَزعَاتِهِ
* * *
يا مَنْ يشـدُّ علـى الطَّـوَى زِنّـاره
ويَجورُ مِنْ كِبْرٍ على عَبَرَاتِه
هذي تحيـةُ مُعْجَـبٍ بـك، غاضِـبٍ
للفَضْلِ يَغْمَطُ في أَشَدِّ حُماتِه
نَمَّقْتُها بعَواطفي، وكَتَبْتُها
بَدَمِ الفُؤاد يَؤجُّ في نَزَواته
فاعْذُرْ أخـاك إذا بَـدَت لك كَبْـوَةٌ
سُبْحَانَ مَـنْ حَصَـرَ الكمـالَ بذاتِـهِ
وتَعالَ نَبْنِ على سَناها هَيْكَلاً
للوُدِّ، يَجْثو القَلْبُ في حُرُمَاتِه
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :357  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 562 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج