يَنْسابُ صَوتُكِ في أعمـاقِ وِجْدانـي |
فيَزْحَفُ القَلْبُ سَكراناً لآذاني |
عَيْناكِ قَيَّدتاني مُذْ رَأَيْتُهما |
أحْلَى القُيوم وأحْناهُنّ عَيْنانِ |
سَلْوَى سألتُكِ لا تَرْثي لِمَدْمَعِنا |
يَبْكي الحَزينُ، ويَبْكـي الوالـهُ الهانـي |
شأوْتِ كُلَّ هَزار في خَميلتِه |
وكُلَّ زَنْبَقةٍ في كلِّ بُسْتانِ |
لَمْ تَحْوَ عَبْقَـرُ أبْهَـى مِنْـكَ شاديَـةً |
ولَمْ تُصَفّـقْ لأزْهـى منـكِ كَفّـانِ |
سَلْوَى وفَيْروزُ في شَرْعي – وإن غَضِبَتْ |
شَقْراءُ لَوْزيَّةُ العَيْنَيْن – أُختانِ |
كَيْفَ انْحَـدَرْتِ إلينـا دون مَرْكَبَـة |
ناريّة مِنْ سَماء العالَم الثاني؟ |
سَرَّحْتُ في جَنَّتْي خَدِّيكِ قافيَتي |
فَلْتَقْطُفِ الوَرْدَ ولْتَعْبَثْ برَيْحانِ |
قالوا أتَهْوى على السَّبْعين قُلـتُ لهـم |
يَجْني على الحُبِّ مَنْ يَحْصُـرْه فـي آنِ |
لَمْ أحْبِسِ الطائر الغِرِّيـدَ فـي قَفَـصٍ |
فكَيْفَ أحْبِسُ قَلْـبي بـَيْنَ جُـدْران؟ |
آمَنْتُ بالحُبِّ مُـذْ فتّحْـتُ باصِرتـي |
فكَيْفً أصْرِفث عنـه اليَـوْمَ أجْفانـي |
سَعِدْتُ حينـاً وأحيانـاً شَقِيـتُ بـه |
بِئْسَ الحيـاةُ بـلا وَصْـلٍ وهِجْـرانِ |
إنْ يَمْنَعِ الرَّوضُ عَنْ كفـي بَنَفْسجَـهُ |
قَطَفْتُه بخيالي غَيْرَ أسوانِ |
أهوَى (العُيونَ التي في طَرفِهـا حَـورٌ) |
وإنْ تَعَمَّدْنَ تَعذيبي وحِرْماني |
إن شَابَ فوْدي فلَمْ أبـرحْ بِعاطفـتي |
في زَهْرَةِ العُمْرِ مهمـا انهـارَ بُنْيانـي |
هَرَبْتُ مِنْ ألفِ سِجْـنٍ دونَما حَـرَجٍ |
وضاعَ في طَلَبي مليون سَجَّان |
أحبُّ غَلْواءَ، لكنْ كلُّ غانيةٍ |
غَلْواءُ عِنْدي… وهذا اسْمي وعُنوانـي |
حَمَلْتُ لبنانَ في قَلْـبي وفـي خَلَـدي |
وفي عُيوني كُرْمى بنتِ لُبنانِ |
لا فارقَ السَّعْدُ أرضـاً رَمْلُهـا ذَهَـبٌ |
صافٍ، وكَوْثرُها راحٌ لِظَمآنِ |
وَلَودَةً تَمْلأُ الدُّنيا بَلابلُها |
وتَنْشُر النورَ في قاصٍ وفي دانِ |
أقولُ، والشمسُ قَدْ مالَـتْ لِمَغْربِهـا |
مالي أُحَمّـلُ نَفْسـي فَـوْقَ إمكانـي |
قَضَيْتُ عُمْريَ في شِعْرٍ وفي أدبٍ |
قَدْ حان أنْ يَستريحَ المُدْنَـفُ العانـي |
* * * |
أميرةَ الحُسْن هذا كـلُّ مـا تَرَكَـتْ |
ليَ الليالي، فهَـلْ أرْضَتْـك ألْحانـي؟ |
إني حَمَلْتُ إلى عَيْنَيْكِ أغْنيَتي |
فإن عبسـت لهـا أحرقـت ديوانـي |