مَحَوْتُ رَسْمكِ مِنَ قَلْبي ومِنْ خَلَـدي |
فَسَوْفَ أنْساك مِـنْ يَوْمـي إلى الأبَـدِ |
أبقَيْتِ في كبدي جُرْحاً أعالِجُه |
وأشْتهي أنْ يَظلّ العُمْـرَ فـي كَبِـدي |
سيري على جَفْنيَ الدّامـي ولا تَسَلـي |
فِداءُ نَعْلِك أغْلَى مـا حَوَتْـه يَـدي |
تَبُشّ دنيايَ لكنْ لا أَبشُّ لها |
هَلْ يَضْحَك الوَجْـهُ حـينَ القَلْـبُ فـي كمـدِ؟ |
بتَرْتُ عَهْدَكِ… لا كانت يـدٌ بَتَـرَتْ |
حَبْلَ السعادةِ مِنْ روحي ومِنْ جَسَـدي |
* * * |
رَبّاه قَوِّمْ لِساني واْشْفِني فأنا |
أهْذي بلا سَبَبٍ بادٍ ولا سَنَدِ |
ماذا أقولُ؟ أأنْسـى ماضيـاً خَضِـلاً |
وحُلْوةً نَضّرَتْ دَرْبي إلى الخُلْدِ |
تَمدُّني بالقَوافي مِنْ مَناجمها |
فأيْنَ منِّي حَنينُ البُلْبُل الغَردِ؟ |
غَلْواءُ فَرّقَنا عَنْ بَعْضِنا زَمَنٌ |
يُحصى خُطانا مِـنَ الاثنـيْنِ للأحَـدِ |
ما زِلْتُ أرْسُـمُ دَرْبي، وهْـوَ يَطمُسـه |
حتى أضَعْتُـك بَـيْنَ الأفْـقِ والجِلَـدِ |
إنِّي انْتَظَرْتُـك أجْيـالاً ومـا وَهَنَـتْ |
عَزيمتي، أوْ شَكـا مِنْ دَهْـرِه جَلَـدي |
شَطّتْ بنا الدورُ لكنْ عِشْـتِ دانِيـةً |
منِّي، كما التَصَقَ الجَفْنـانِ مِـنْ رَمَـدِ |
كنَّا شَريدَيْـن في الدُّنيـا يَضيـق بنـا |
سَهْلٌ، ويَقْذِفُنا برٌّ إلى بَلَدِ |
ثم اجتَمَعْنا… فمـا دامَـتْ سَعادتُنـا |
يَوْمَيْن، أو سَلِمَتْ مِنْ نَظْـرة الحَسَـدِ |
جَنَتْ علينا تقاليدٌ تُقيِّدُنا |
باسْم المذاهـب، لا بالحَبْـل والـزَّرَدِ |
غَلْواءُ إنّ غداً دانٍ لناظِره |
ورُبَّما كـان أدْنَـى منـه بَعْـدَ غَـدِ |
ما كانَ كانَ… ولكنِّي – ولا سـأمٌ- |
لَسَوْفَ أنْتَظِرُ الماضي إلى الأبَدِ! |