شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدمعـة العاشـرة
في الذكرى العاشرة لرحيل شقيقه إلياس، عام 1991
غابَ عنَّـا، ولَـمْ يَعُـدْ مُنْـذُ عَشْـرِ
أهكَذا تَنْقَضي بَقيّةُ عُمْري؟
قَدْ خَبَا كَوْكَبي بمَوْتِ شَقيقي
وانْطَوى مِنْ مَواسِـم الشَّعْـرِ ذِكْـري
لَمْ يَعُدْ للشَّتاء والصَّيْفِ مَعْنىً
مِنْ مَعانـي الحيـاةِ يَشْـرَحُ صَـدْري
أنا ظامٍ، فمَنْ يَبُلّ غَليلي
حُرْقَتي لا يَبُلُّها ماءُ نَهْرِ
يا أخي ما عَرَفْتُ قَدْرَكَ إلاّ
حينَ قارَنْتُ بَيْنَ رَمْلٍ وتِبْرِ
إنَّ آثارَكَ الغَنيّةَ مِنْ شعْرٍ-
ونَثْرٍ آياتُ شِعْرٍ ونَثْرِ
يَتَمايَــلْنَ زَهْوةً ودَلالاً
هَلْ يَعيْـبُ الـدَّلالُ بُرْعـم زَهْـرِ؟
ليسَ فيهنّ مَزْلَقٌ تَتَأذّى -
النَّفْسُ مِنْه، وَلاَ رَكاكةُ فِكْرِ
قالَ قَوْمٌ كتَبْتَهنَّ بحِبْرٍ
قُلْتُ كلاّ بَلْ خَطَّهنَّ بعِطْرِ
وجَلاهُنَّ في قِوالبَ غِرًّ
يانِعاتٍ، وفي مَواكبَ زُهْرِ
كلُّ فنًّ إلى كَسادٍ إذا لَمْ
يَكُ حَرْباً على فسادٍ وشَرَّ
قَدْ تأثّرتَ في البيانِ بشَوْقي
وَتَرسّمْتَ في الحياة المَعَرَّي
مَنْ يَكُنْ عاشَ بابْنِهِ فكثيراً
ما تَخَطّى القرونَ ديوانُ شِعْرِ
خَيْرُ أولادِكَ الذي يَتَلَقّاكَ -
إذا كشّرَ الزَّمانُ – ببِشْرِ
لا يزينُ الفَتى لِباسٌ ولكنْ
رُبَّ ثَوْبٍ بقيمةِ المَرْءِ يُزْرِي
لَمْ تَعِثْ بالتُّراثِ، أوْ تتَنَكّرْ
للجديدِ الذي يُغذَّي ويُغْري
يَتَجَلّى الجَمالُ في كلَّ زيًّ
فهْو في رَوْضةٍ ووادٍ وقَفْرِ
قَدْ تبتّلْتَ لليَراع، وأكْرِمْ
برفيقٍ حُلْوِ الطويّة حُرَّ
يَكْتُمُ السرَّ إنْ أرَدْتَ ويُغْشي
حينَ يُغشيهِ في قَلائِدَ خُضْرِ
لَمْ تَسُمْـهُ ما لا يُطيـقُ ولَـمْ يَـرْزخْ
بعِبءٍ، ولم يُطالبْ بأجْرِ
قد نَشأنا مَعـاً علـى أدَبِ الفُصْحَـى
وكانتْ لنا مَثابةَ فَخْرِ
نَدْفَع الضَّيْمَ والغَوائلَ عنها
ونَقيها عُدْوانَ نابٍ وظُفْرِ
هانَ كُرْمى عُيونِها ما رَكِبْنا
مِنْ حُروبٍ ومِنْ مَواقعَ حُمْرِ
لُغَة المَرْءِ عِرْضُهُ، فإذا لَمْ
يَحْمها عاشَ في هَوانٍ وخُسْرِ
كلُّ تاجٍ على جَبين أديبٍ
حَجَرٌ في بنائها المُشْمَخرَّ
* * *
هاضَتِ الريـحُ يا شقيقـي جَناحـي
كَيْفَ أقْوَى علـى نَوائـبِ دَهْـري؟
ما اخْتَلَفْنا في الرأي إلا اتّفقْنا
فخِلافاتُنا كما واوُ عَمْروِ
سِرُّنا واحدٌ، فإنْ يَتكَشّفْ
لَكَ سِرٌّ فَقْد تَكَشّفَ سِري
فرّقَتْ بينَنا المواقيتُ لكِنْ
أيُّ فَرْقٍ ما بَيْن ظُهْرٍ وعَصْرِ
يَجْمَعُ الموتُ شَمْلَنا بَعْدَ حينٍ
فلْيَكُنْ في جِوارِ قَبْركَ قَبْري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 542 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .