| كَرَّموا الشَّعْر حينما كرَّموهُ |
| إنَّما الشَّعْر أمُّه وأبوهُ |
| قَدْ تَصَبّاه مُنْذُ كان صَغيراً |
| يا لَطِفْلٍ نَما ولَمْ يُعْظموهُ |
| عاشَ للنـاسِ يَدْفَـعُ الضَّيْـمُ عَنْهُـم |
| لا يُبالي شَكَوْه أمْ شَكَروهُ |
| كلُّ جانٍ على السلامِ عَدوٌّ |
| كُلُّ حانٍ على السلام أخوهُ |
| ليسَ في شَرْعِهِ بَعيدٌ ودَانٍ |
| إنَّما الناسُ كلُّهم أهْلُوهُ |
| يتغاضَى عمّن أساؤوا إليْه |
| ويُجازي بالحُبَّ مَنْ نَبَذوهُ |
| لا يَرَى في الوجود غَيْرَ جمالٍ |
| أصْلَح اللهُ مَعْشَراً شَوّهوهُ |
| علَّموه ألاَّ يَرِقَّ لمَحْرومٍ |
| فألْقَى في النارِ ما علَّموهُ |
| إنّ مَنْ لَمْ تُثرهْ دَمْعَةُ باكٍ |
| لَيْسَ مِنْ أهله وَلَوْ عَظَّموهُ |
| أوْهَموه أنَّ السَّماءِ لِقَومٍ |
| دونَ قَوْمٍ، فمجَّ ما أوْهَمُوهُ |
| كُلُّ حَدٍّ بَيْنَ الشعوبِ وسَدٍّ |
| لَيْسَ مِـنْ ربّهـم… هُـمُ اخْتَرعـوهُ |
| لقَّنوه أنَّ التّعَصُّبَ تَقْوَى |
| فتَلَقَّى بالرَّفْضِ ما لقَّنوهُ |
| سألوني عن اسْمِـه قُلْـتُ كالشَّمْـسِ |
| ذُيوعاً، فكَيْفَ لَمْ تَعْرفوهُ |
| إنّه الشاعرُ الذي إنْ تَغَنّى |
| صَفَّقتْ أنْفُسٌ وبَشّتْ وُجوهُ |
| صاحِبُ الضَّاد، ناشِرُ الحَرْفِ |
| نُوراً لسُراةٍ في لَيْلِهم ضَيّعوهُ |
| يا فَتى الشَّعْر هزَّني عُرْسُ الشَّعْرِ |
| فهَلَّلْتُ للأُلَى عَقَدوهُ |
| كَمْ تَمنَّيْت أن أشاركَ فيه |
| مِثْلَما شارك الذين رَعُوهُ |
| غَيْرَ أنّ الرياحَ هاضَتْ جَناحي |
| لَيْتَهم يَقْدِرونَ أن يُجْبروهُ |
| شَوّهَتْ عُجْمةُ الجِوار بَياني |
| كَيْفَ يَحْلو لهم ولَمْ يَفْهموهُ؟ |
| قاتلَ اللهُ غُرْبةً ضَيّعتْنا |
| ولِساناً جَنَى عَلَيْه ذَوُوهُ |
| يا صَديقي لئِنْ نأيْتُ، فقَلْبي |
| جاثمٌ بَيْنَكم، فلا تُرْهِقوهُ |
| نَحْمَدُ اللهّ صَارَ للشَّعْر شَأنٌ |
| لَمْ نَعُـدْ نَكْتَفـي بِـلاَ فُـضَّ فُـوهُ! |