| لا تَقولَنَّ كلُّ حالٍ تَحولُ |
| إنَّ للروح دَوْلةً لا تَدولُ |
| رُبَّما صالَتِ الرَّياح عليها |
| ثمَّ لا صَوْلةٌ ولا مَنْ يصولُ |
| رُبَّما اعتلَّ ثم طابَ جَناها |
| وتَعافَتْ فُروعُها والأصولُ |
| تتَبارَى العقولُ في العِلْمِ لكنْ |
| كلُّ عِلْمٍ مع الضَّلال فُضولُ |
| ما انْتِفَاعي بمَنْ يَرودُ الأعالي |
| وأدانيه عالَمٌ مَجْهولُ؟ |
| إن في النَّفْس ألْفُ سِرًّ وسِرًّ |
| لَيْتَ يَسْعَى إلى فَضَاها دَليلُ |
| يَزْعُمُ الكافرون باللهِ أنَّ |
| الدينَ عِـبءٌ علـى النفـوس ثَقيـلُ |
| يتنافَى مَع الرُّقيّ، فهذا |
| دَأَبٌ لِلْعُلا وذاك خُمولُ |
| تِلْكَ أسطورةُ الأساطير راجَتْ |
| يتعالَى عَنْ هَضْمها مَسؤولُ |
| إنَّما الدينُ في حقيقتِهِ الكُبْرى |
| مَلاذٌ تأوي إليه العُقولُ |
| يَسْتوي صاحبُ الجلالَةِ فيه |
| والدَّخيلُ الذي أبوه دَخيلُ |
| لَيْسَ للتُّرَّهاتِ فيه مَكانٌ |
| وتَسامَى، فليس فيه ذُهولُ |
| بشُعاع الإيمان يَجْلو شُعاعَ |
| الشك سارٍ ويستريحُ عَليلُ |
| ذَرَّةٌ منه تَجْعلُ البَرَّ بَحْراً |
| وتَدُكُّ الحصونَ، فهْيَ طُلولُ |
| لا يَبُلّ الطوفانُ غُلّةَ مُرْتابٍ |
| وتَرْوى برشّتينْ سُهولُ |
| * * * |
| يا دُعاةَ البَغْضاء تُوبوا تَفُوزوا |
| ليسَ للحُبَّ كالوفاءِ سَبيلُ |
| قَدْ جَنَيْتُم علـى السَّـلام فـإنْ لَـمْ |
| تَعْكِسوا الدَّرْبَ فالمصيرُ وبيلُ |
| يَجتلي الحُبُّّ ما تُجنّ الخَبايا |
| كلُّ طَرْفٍ إلاّه أعْشَى كَليلُ |
| نحنُ لله أولاً وأخيراً |
| قَصُرَ الدَّرْبُ أمّ تَمادَى السَّبيلُ |
| أيُّ دين إلى التَّباغُضِ يَدْعو |
| جلّ عيسـى وجَـلّ عنـه الرَّسـولُ |
| لو أخَذْنا بما تقولُ الرَّسالاتُ |
| لما كان قاتلٌ وقَتيلُ |
| ولماتَتْ شَريعةُ الغابِ وانجابَ |
| ظَلامٌ عن العيون ثقيلُ |
| * * * |
| يا صديقي أنَرْتَ دَرْبيَ فاسْلَمْ |
| وكلُّ شُكْرٍ على نِداك قَليلُ |
| أنا لولاك ما اهْتَدَيْتُ إلـى نَفْسـي - |
| ولا ابتَلّ في فُؤادي غَليلُ |
| كُنْتُ حَيْرانَ في متاهاتِ شَكَّي |
| نَظْرتي لَهْفةٌ وصَمْتي ذُهُولُ |
| فإذا أنْتَ شُعْلَةٌ في سَمائي |
| وعلى قَفْرتي جَناح ظَليلُ |
| مِنْ وراءِ البِحار صَوْتُك دَوّى |
| فتَغَنَّى الضُّحَى وتاهَ الأصيلُ |
| يا أخَا الرُّوحِ إنَّ قَلْبيَ مأواكَ |
| وأهْلاً، فأنْتَ نِعْمَ النَّزيلُ |
| أنا بـاقٍ علـى الـوَلاء، فعِنْـدِي - |
| شَهِدَ الحُبُّ – لا يَضيعُ جَميلُ! |