أنا في آخرِ الدنّيا |
ومَنْ أحْبَبْتُها أبْعَدْ |
عَقَدْتُ بجَفْنِها قَلْبي |
فهَلْ مِن شاعرٍ أسْعَدْ؟ |
* * * |
تعارَفْنا كما يتعارَفُ |
الريحانُ والنَّسَمُ |
ولم يَكُ بيننا وَعْدٌ |
ولا عَهْدٌ ولا قَسَمُ |
* * * |
أناجيها على بُعْدٍ |
فتسمعُني وأسمعُها |
دُموعي مِنْ مَحاجِرها |
ومِنْ عَيْنيّ مَدْمَعُها |
* * * |
أبوها مِنْ ذُرَا نَجْدٍ |
وآبائي يَمانونا |
وبَيْن الحيّ والحيَّ |
عُيونٌ لا يَنامونا |
* * * |
تُحِبُّ الشَّعْرِ، تَدْعوني |
أميرَ الشَّعْر في الدنيا |
وعِنْدي أنَّها صَدَقتْ |
فمِنْها أنَهْل الوَحْيا |
* * * |
إذا ما قُلْتُ أهْواها |
فكَمْ في الحُبَّ مِنْ لاهي |
وإمّا قُلْتُ أعْبُدُها |
فَقَدْ أشْرَكْتُ باللهِ |
* * * |
عَرَفْتُ الحبَّ أشكالاً |
وذُقْتُ الحُلْوَ والمُرّا |
أقيسُ اليومَ بالأمسِ |
وما يأتي بما مَرّا |
* * * |
وجَدْتُك في خَريف العُمْرِ بَيْنَ معارِج القَمَرِ |
فعدْتُ القَهْقَرَى |
وإذا بنا في أولِ العُمرِ |
* * * |
بَلَى! عِشْنا معا قَرْناً |
وعِشْنا بَعْدْ قَرْنَيْنِ |
وطِرْنا بَعْدَما مُتْنا |
إلى دارٍ بِبَـــابَيْنِ |
* * * |
أحبُّكِ لَيْتَ لي قَلْبَيْنِ |
كَي أهْواك ضِعْفَيْنِ |
ولَيْتَ أعيشُ ألْفَيْنِ |
لكيْ أهْواكِ ألفَيْنِ |
* * * |
خَيالاً كُنْتِ في ذِهْني |
خَيالاً ما لَه جِسْمُ |
فكَيْفَ وُلدتِ مِنْ لَحْمٍ |
وكَيْفَ تجسَّدَ الوَهْمُ؟ |
* * * |
وكَيْفَ تباعَدَتْ دَرْبٌ |
بنا وتقارَبتْ دَرْبُ |
أمورٌ تُعْجِزُ اللُّبَّ |
ويَفْهَم سرَّها القَلْبُ |
* * * |
غداً يا حُلْوَة الشّفَتيْنِ |
مَوْعِدُنا على النَّهْر |
فإن لَمْ تَفْلتي "مِنهم" |
بَقيتُ لآخرِ الدَّهْر |
* * * |
رأيتُ العَقْلَ يَرْدَعُني |
ولكنْ لَسْتُ أَرْتَدِعُ |
لئِنْ شَطّتْ بنا دارٌ |
ففي الأُخْرَى سَنَجْتَمِعُ! |