| بِمِثْلِ جِهادكَ اعتَزَّ الجهادُ |
| وتحْتَ حِذائكَ انتَحَر الفَسادُ |
| ولم يَجِد الغُرورُ إلَيكَ باباً |
| مَتَى ارْتَفَعَتْ إلى القِمَمِ الوِهادُ |
| ولَمْ تَجْعَلْ مِنَ الدينار رَبّاً |
| يَديِنُ له عَبيدٌ، لا عِبادُ |
| وبِئْسَ الطِّبُّ يَنْمَسِخُ اتّجاراً |
| وبِئْسَ العِلْمُ يُفسدُه اعْتدادُ |
| فَضائلُ حَبَّبْتكَ لكلِّ نَفْسٍ |
| فلَمْ يَعْلَقْ بنَعْلَيْكَ انْتِقادُ |
| إذا فَقَدَ التواضعَ ألْمَعِيٌّ |
| فَقَدْ دارَتْ به المِحَنُ الشِّدادُ |
| عَجِبْتُ لِمَنْ تشامَـخَ كيـف يَنْسَـى |
| بأنّ النارَ آخِرُها رَمادُ |
| طَلَعْتَ علـى جبـينِ الفَضْـل تاجـاً |
| لآلِئُه المُروءةُ والرَّشادُ |
| ولُحتَ كمـا يلـوحُ البَـدْرُ، لكِـنْ |
| ضِياؤُكَ لا شُحوبَ ولا اقْتصادُ |
| يَزُولُ المالُ بالتَّبْذِير، لكنْ |
| ثَراءُ النَّفْس لَيْس له نَفادُ |
| مَضَى كِسْرَى، وسَوْفَ يَظَلُّ سَعْـدي
(1)
|
| إلى يَوْمِ القِيامة يُسْتَعادُ |
| نُعوتُ المَجْدِ أوّلُها حَكيمُ |
| يَرُدّ المَوْتَ عنَّا أو يكادُ |
| وأنْتَ تَرَكْتَ حَقْـلَ المـوتِ – لـولا |
| صُروفُ الحَرْب – يَهْتِـفُ لا حَصَـادُ |
| خَدَمْتَ الشَّعْبَ لا يُغريكَ أجرٌ |
| ولا يَثْنيكَ عَنْ دَرْبٍ قَتادُ |
| جَميعُ الناسِ عَنْدكَ أقرباءٌ |
| وإنْ عاداكَ بَعْضُهمُ وكادوا |
| ولا تَعْجَبْ إذا واجَهْتَ نُكْراً |
| فوَجْهُ الشَّمسِ يَغْشاه الجَرادُ |
| أخا القَلمِ المُهَذّبِ إنّ قَلْبي |
| ببادِرةٍ مُهَذّبةٍ يُقادُ |
| دُعيتُ إلى احتفالِكَ، فاستجابَتْ |
| دُموعي، واشْرأبَّ لها الفُؤادُ |
| وكَمْ مِنْ مَدْمَعٍ يَهْمي سُروراً |
| وكَمْ عَيْنٍ مَجاريها جَمادُ |
| ورُبَّ غَريبِ دارٍ أو مَزارٍ |
| يَوَدُّكَ حينَ لا يُرجَى وِدادُ |
| وَكَيْفَ أرُدُّ دَعْوةَ مَنْ دَعاني |
| وقَدْ زَحَفتْ تُلبّيها البِلادُ؟ |
| لَقَدْ لاقيتَ بَعْدَ العُسْر يُسْرا |
| ويُشكـرُ مَـنْ لِحَفْلك قَـدْ تَنـادوا |
| أيَحْظَى بالكَرامَة "باهِليٌّ" |
| ويُجحَدُ مَـنْ علـى البَلْـوى يُـرادُ |
| أقولُ لِمَنْ يُبالغ في عِدائي |
| أنا في حَلْبة الفُصْحى جَوادُ |
| لساني لا يُخالجه اعْوِجاجٌ |
| وقَلْبي لا يُخالطُه سَوادُ |