| لا الشمسُ تجْهلُني، ولا القمَرُ |
| أنا شاعرٌ أضنانِيَ السَّهَرُ |
| أفْنَيْتُ في التَّطْواف أجْنِحَتي |
| يا لَيْتَ شِعْري كيفَ أنْزَجرُ |
| لا تَعجَبوا إمّا وَهى بَصَري |
| يَعْيا لِفَرْطِ سُهاده البَصَرُ |
| وإذا انْبَرى ظُفْري فَقَدْ بُريَتْ |
| رُوحي، فأنّى يَسْلَمُ الظُّفْرُ؟ |
| دارَتْ على السُّمّار قافيتي |
| فحَلاَ على نَغَماتها السَّمَرُ |
| لي في قلوبِ الغِيدِ مَنْزِلةٌ |
| لا قَيْسُ أدْرَكها ولا عُمرُ
(1)
|
| "لَيْلاَيَ" كُلُّ مليحةٍ وَصَفوا |
| و "منايَ" كلُ قبيحةٍ ذكروا |
| لا كرْمَ إلاّ ذُقْتُ خَمْرتَهُ |
| وَعَصْرتُها أوْ كِدْتُ اعتَصِرُ |
| لكنّ قلبي عاش في ظَمأٍ |
| حتى كأنّ أضالعي سَقَرُ |
| لا يستقر، ولا تقر له |
| عَيْنٌ، ولا يُقْضَى له وَطَرُ |
| يَبْكي ويَضْحَكُ دونما سَبَبٍ |
| ويَروقُ حيناً ثمَّ يَعْتكِرُ |
| إنْ تَهْوَهُ سَمْراءُ أشْبَعَها |
| صَدًّا، فلَيْسَ تشوقه السُّمُرُ |
| وإذا أحاطَتْه بفِتْنَتِها |
| شقْراءُ لمْ تَسْتَهْوِه الشُّقُرُ |
| يا قَلْـبُ حَسْـبي مـا حملـتُ فقَـدْ |
| زَحَفَ الخريفُ وأدْبَرَ العُمُر |
| جاهدْتَني سِتينَ ماضِيةً |
| فمتى تُسالمني وتَعْتَذرُ؟ |
| لا خَيْرَ في الأثواب ضافيةً |
| يا لَيْتَ بَعْدَ اليوم تُخْتَصَرُ |
| يا قَلْبُ لا تُثْقِل عليَّ فما |
| أنا صَخْرةٌ صمّاء بَلْ بَشَرُ! |
| * * * |
| يا قَلْبُ إن كان الهَوَى خَطراً |
| لا بأسَ… فلْيُحدِقْ بيَ الخَطَرُ!… |