| مُشْتاقَةٌ – قالَتْ ولَمْ تَزِدِ |
| مشْتاقَةٌ… وتَوَسَّدتْ كِبَدي |
| فَرَشَتْ على صَدْري ضَفائِرها |
| يا لَيْـلُ قـد أصْبَحْـتَ مُلْكَ يَـدي |
| غَلَبَ النُّعاسُ جُفونَها فَغَفَتْ |
| كالطَّفْل، أو كالسَوْسَنِ البَلَدي |
| مَنْ لا يَتيـهُ – كمـا أتيـه – وَقْـد |
| فاءتْ إلَيّ أميرةُ البَلَدِ؟… |
| سَمْراءُ لا سمْراءَ تُشْبهُهَا |
| كالشَّمْسِ واحدةٌ لََدَى العَدَد |
| غَيْداءُ في مَهْد الدَّلال نمَتْ |
| وترَعْرَعَتْ في العِزّ والرَّغَدِ |
| صِيغَتْ مِـنَ الياقـوتِ، واعتَمَـدَتْ |
| بالعِطْرِ، وانتَسَبَتْ إلى الشَّهَد |
| طارَتْ إليَّ على جَناحِ هَوىً |
| غضٍّ، علـى رَغْـم السنـين، نَـدي |
| أحْبَبْتُها مِنْ قَبْلِ أنْ وُلِدَتْ |
| ولسَوَفْ أهواها إلى الأبَدِ |
| كيْفَ التَقَيْنا؟ فرْصَةٌ عَرَضَتْ |
| كمْ فُرْصَةٍ ضاعَتْ ولمْ تَعُدِ |
| فكأنَّما خُلِقَتْ لأعْشَقَها |
| وتُحبَّني بالروحِ والجَسَد |
| قَبَّلتُها عَشْراً وما شَبِعَتْ |
| روحي، ولا رَويَِتْ شِفاهُ صَدِي |
| يا ماءُ كَيْفَ تَزيدُني عَطَشاً |
| مَهْما شَرِبْـتُ؟. أأنـتَ مِـنْ وقَـدِ؟ |
| هامَتْ بِشعْري، فهْوَ سَلْوتُها |
| في الصَّفْوِ، أو في ساعة الكَمَدَ |
| لا شِعر – مَهْما ساغَ – يُشْبهُهُ |
| شتّانَ بين المَحْضِ والزَّبَدِ |
| أنا شاعرُ الدنيا بمَذهبِها |
| وأميرُ كلِّ مجنَّحٍ غَردِ |
| لا تَفْتَخرُ لَيْلَى بشاعِرها |
| مَجْنونُ لَيْلى ضاعَ في بُرُدِي |
| مَهْما تَطُلْ في الحبِّ قامَتُه |
| وتَطُلْ… يَظلَّ لَدَيَّ كالوَلَدِ |
| * * * |
| وَصَحَتْ، فقالَتْ – وابتسامتُها |
| تنْشَقُّ عَنْ صَفَّيْنِ منْ برَدِ – |
| خُذْني إلى بيْتي، فخَلْوَتُنا |
| طالَتْ… ومِنْ نِصْـفِ الطَّريـقِ عُـدِ |
| الَّليْلُ يَسْتُرُنا بِبرْدَتِهِ |
| لكنْ عُيونُ الحيَّ في رَصَدِ |
| يُصْغي لِهَمْسِ النَّمْلِ أطْرَشهُم |
| ويَرَى خفايا الصَّدْرِ ذو الرَّمَدِ |
| لا يَدْر قِصَّة حُبّنا أحَدٌ |
| أو تَعْتَرف باسمي إلى أحَدِ |
| تَبْقى برُوجُ الحبَّ ما ابْتَعَدَتْ |
| عنْ ترَّهاتِ الكَيْدِ والحَسَدِ |
| * * * |
| يا حُلْوتي ولّى الشَّبابُ ولَمْ |
| يَتْرُك لثاكِلِه سِوَى النَّكَدِ |
| يا لَيْتَني لمّا التَقَيْتُكِ لَمْ |
| أنْظُرْ إليكِ، ولا بَسَطْتُ يدي |
| ما كُنتُ أحْسَبُ أنْ سَيَجْمَعُنا |
| حبٌّ… وَيَرْبِطُني إلَيْكِ غَدي |
| أحْبَبْتُ قَبْلَكِ ألْفَ غانيَةٍ |
| لكنّ أحْلَى مِنْك لَم أجِدِ… |