| يا أبا باسِلٍ أبُثُّكَ وُدَّي |
| بجَناحَيْن مِنْ حُزامٍ وَوَرْدِ |
| قُدْ سَرايـا النَّضـالِ لِلْمَجْـد وارْفَـعْ |
| رايةَ الحقَّ بَيْنَ سَهْلٍ وَنَجْدِ |
| رَفْرَفَتْ حَـوْلَك القُلـوبُ وحامَـتْ |
| مُهَجُ الشَّعْـبِ مِـنْ شُيـوخٍ ومُـرْدِ |
| كانت الشـامُ قَبْـلَ عَهْـدِكَ فَوْضَـى |
| والهَوَى وَحْده يُعيدُ ويُبْدي |
| كَيْفَ عالَجْتَها فصارَتء نِظاماً |
| واستَحالَ الضَّلالُ فيه لرُشْدِ |
| وانْتَفَى الخُلْفُ بَينَ قَوْمٍ وقَوْمٍ |
| وامحّىَ الفـرْقُ بـَيْنَ مَوْلـىً وعبَـْدِ؟ |
| قَدْ بَعَثْتَ الرَّجاءَ بَعْدَ خُمودٍ |
| وَأثَرْتَ الشُّموخَ في كُلِّ فَرْدِ |
| َنَحنُ في الضَّاد أسرةٌ، فلماذا |
| نَهدُرُ الوَقْتَ بَينَ أخذٍ ورََدِّ |
| إنْ نَكُنْ مِـنْ نِـزارَ أوْ مـِنْ قُرَيـشٍ |
| فهما من أبٍ وأمٍ وجدِّ |
| وَحَّدَ الهمُّ والمصيرُ خطانا |
| فهلمّوا إلى الطريق الأسدّ |
| صارَ لابـنِ الفقـيرِ شَـأنٌ وأضْحَـى |
| لابْنةِ الرَّيف دوْرُ نَدًّ لِنَدَّ |
| لم يَعُدْ للأصـولِ فَضْـلٌ، فـإنْ لَـمْ |
| يَقْطَعِ السَّيْفُ فهْوَ عارٌ لغِمْدِ |
| أكرمُ النـاسِ أنظَـفُ النـاسِ كَفًّـا |
| لَيْسَ أعلاهُم عَرَاقَةَ مَهْدِ |
| سوريا قَلْعَةُ التَّصَدَّي ولولاها |
| لماتَتَ أخبارُ كلَّ تَصَدَّي |
| لا نريدُ السَّلامَ لا عَدْلَ فيه |
| كلُّ سلْمٍ مُمَوَّةٍ قَصْفَة رَعْدِ |
| إنْ بَنَتْ عندنا الحَمامةُ عُشاً |
| سَهِرَ الصَّقْرُ كيْ تَنام برَغْدِ |
| كلَََََّ يَوْم لنا بمعَركةِ النَّصرِ |
| "ضرارٌ" يُردَى و "خَوْلة" تردِي |
| قد مَلأنَا قبورنا شهداءً |
| لا تلوموا أباً يُصَلِّي لِلْحَدِ |
| عاهَدوا الله أن يموتوا فماتوا |
| لا يَدوسُ النَّعيمَ ناكثُ عَهْدِ |
| قيلَ مََنْ ذا يَقودُكـم قُلْـتُ ليَـْثٌ |
| رابطُ الَجأْشِ مِنْ سُلالةِ أُسْدِ |
| يَحْفَظُ العَهدَ للصَّديق، ولكِنْ |
| هُوَ نارٌ على العَدُوّ الألَدِّ |
| ولقَدْ يُحْسِن العَدُوُّ فيَنْسَى |
| كلَّ مـا كـانَ مِـنْ عـداءٍ وحِقْـد |
| يا صِحابي غَداً أموتُ فمَنْ ذا |
| يخدُم الضادَ في المهاجرِ بَعْدي؟ |
| غابَ سِرْبي وخَلّفوني وَحيداً |
| كيفَ أقوَى علـى الأمانـةِ وحْـدِي؟ |
| لَيْتَهم في عبيدِهِم أرْدَفوني |
| أنا نَجْدٌ… أيُسْتَهان بنَجْدِ؟ |
| كنتُ في جُوقِهم هَزاراً ولكنْ |
| أيْنَ مِنْ مجدِهم خُرافة َمجْدي؟ |
| كنتُ أدناهُمُ مَقاماً ولكنْ |
| رَفَعوني إلى مقامِ "ابْنِ بُرْدِ" |
| هكذا تُستَر العُيوبُ لَـدى الصَّحْـبِ |
| ويَبْدو الفَقيرُ في زِيِّ "لُرْدِ" |
| * * * |
| غُصْتُ يا إخوةَ النـَََََّدَى فـي حديـثٍ |
| ذي شُجونٍ، ولم يَكُـنْ ذاكَ قَصْـدي |
| فارحموا شاعراً يعيشُ غريباً |
| حائرَ النَّفْس بَيْنَ جَزْرٍ ومَدِّ |
| لي جذورٌ هنا، وثَمَّ فُروعي |
| لَيْتني أستطيع تَقْسيم وَجْدي |
| يَشْهَدُ الله ما مَدحْتكُم زُلْفَى |
| أنا أعلـى مِـنْ كـلِّ أجْـرٍ ورِفْـدِ |
| بَلْ لأني رأيْتُ فيك زَعيماً |
| يجَْمَعُ العُرْبَ في الزمان الأشدِّ |
| َيَصِلُ اللَّيلَ بالنهارِ ليَبْني |
| أُمَّةً حُرَّةً بشَعْبٍ وجُنْد |
| يحْمِلُ السيفَ باليمين وباليُسْرى |
| كتاباً إلى المحَبَة يَهدي |
| يَهْتِفُ النازحونَ باسمك زَهْواً |
| ويَهزونَه عَلامةَ سَعْدِ |
| لَسْتُ مـَنْ يُطْلـقُ الكـلامَ جُزافـاً |
| أنا أخْتارُه حَديقةَ وَرْدِ |
| إنْ يَعِبْني أخٌ فلَنْ أتّقيهِ |
| بلِساني، ولَنْ أحرِّكَ زَنْدِي |
| نَقَدَ الساخِطون "شَوقي" ولكنْ |
| بقيَ الشِّعرُ وانطَوَى كلُّ نَقْدِ |
| لَسْتُ أخشى إلاّ الإِلَهَ وحاشا |
| أن أبالي بحاكم مُسْتَبِدِّ |
| يا رئيسي وقائدي وصديقي |
| بدَمي قد كتَبتُ آيةَ وُدِّي |
| صابُ شِعْري وشَهْدُه في وعاءٍ |
| فَدَعِ الصَابَ، ولْيَكُـنْ لكَ شَهْـدي! |