تبسَّمَ الضَّيْفُ في لُطْف وفي أدَبِ |
وقال لا تَخْشَ بأساً يـا أخـا العَـرَبِ |
إني أتيتُك مأموراً على مَضَضٍ |
وكَمْ تخاصَم إخوانٌ بلا سَبَبِ |
أبْرَمتَ دُنْيـاك تشكـو مِـنْ نوائِبهـا |
فمالكَ الآن تَخْشـى فُرْقـةَ النُّـوَبٍ؟ |
مَنْ كان في نَصَب ممَّا يُكابدهْ |
فالموت جسـرٌ ينجّيـه مـن النصَـبِ |
ألستَ تزعم أن الشعر مدرسةٌ |
لا خَيْرَ فيها إذا قامَتْ على الكَـذِبِ؟ |
فكَيْف تَهْرُبُ ممَّا كنتَ تطلُبه |
ألَيْسَ خوفُك أقصَـى غايـة الهَـرَبَ؟ |
ما الفرقُ بين امرئ تحتَ الترابَ ثَـوى |
وبَيْن نـاءٍ عـن الأوطـانِ مُغْتَـرِبِ؟ |
يا شاعري قـمْ بنـا فالليـلُ يَسْتُرنـا |
عَنِ العيـونِ وعَـنْ حَيَّاتـهِ الرُّقُـبِ |
تركْتُ مركبتي بالبابِ واقفةً |
فلا تُخَيَّبْ رَجائـي أو تُهـجْ غَضَـبي |
تعالَ نذهبْ فقد طالَ الوقوفُ بنا |
وليسَ في الهَذْرِ ما في الصَّمتِ مِنْ ذَهَبِ |
* * * |