شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبـو الفـوارس
في ذكرى زعيم الثورة السورية سلطان باشا الأطرش
حسامُك… أمْ هُـوَ المـوتُ الـزُؤامُ
وصَوْتُك… أمْ قَضاءٌ لا ينامُ؟
ووَجْهُك… أم كتـابٌ مِـنْ نِضـالٍ
له بَدْءٌ وليس له خِتامُ؟
نطالعُه فنغُضي مِنْ خشوعٍ
ونَذْكُره فيأخذُنا احتشامُ
ملامحُه ملاحمُ خالداتٌ
يطولُ ويستعيض بها الكلامُ
أبا الثوراتِ يَسْقيها نَجيعاً
إذا عَزَّ الشرابُ أو الطَّعامُ
يؤجّجُ نارها صَوْنا لحَقٍ
وإنْصافاً لمظْلومٍ يُضامُ
وقفتُ لَدَيكَ لا باعي قَصيرٌ
ولا غَيْمي لراجيةٍ جهَامُ
ولكنَّي أخاف تَزلّ رِجْلي
فليسَ بهيّنٍ هذا المقامُ
أبعْدَ قَلائدِ القُرويّ (1) يزهو
على صَدْرٍ وشاحٌ أو وسامُ؟
تجاوزَ شِعْرُه فيك الثريّا
فكيف يطاولُ النَّسْرَ اليمَام؟
ورجَّع ذكرَه شَرْقٌ وغَرْبٌ
فكيف ينافِسُ الذَّهَبَ الرُّغامُ؟
تصولُ مهنّداً ويصولُ قَوْلاً
فترقص أنفسٌ وتَطير هامُ
أبا الثوراتِ لم يَخْفضْ جبيناً
بطاغيةٍ، ولم يُلْحقه ذْامُ
نَعَوْك فقلتُ لو عَقَلوا لقالوا
لأنتَ الدّهْرُ ليسَ له انصرامُ
يموت التافهون بغير مَوْتٍ
ويولَدُ يومَ موتهمِ العِظامُ
لئن بَكَتِ الشآمُ دَماً ودَمْعاً
لكم ضحكتْ لطَلْعَتك الشآمُ
وكمْ نادتْك في حِلكَ الليالي
فلُحتَ كأنك البَدْرُ التَّمامُ
لأنتَ دليلُها الهادي إذا ما
أحاطَ بدَرْبِها البادي ظَلامُ
إذا ذُكر الجلاءُ وصانعوه
فإنكَ في صُفوفهم الإمامُ
كتبتَ فصوله سَطْراً فسَطْراً
وخيرُ القَوْلِ ما كتبَ الحُسامُ
خَلاَ مِنْ لَيْثِه الكرّار غِيلٌ
مواسمُ مَجْده أبداً قِيامُ
زكا… فترابُه الذَّهَبُ المصفّى
وطابَ فماؤه الجاري مُدامُ
يَزينُ دروبَه أدَبٌ ودينٌ
ويَحْرُسُ بابَه الموتُ الزُّؤامُ
شمائلُ أهله نارٌ ونُورٌ
فلا يَغْمِزْ كرامتَهم لِئامُ
إذا نادتْهمُ العَلْياءُ لبَّوا
يُزاحمُ شَيْخَهم فيها الغُلامُ
وإن دَعَتِ السَّفاسفُ خيَّبوها
فهمْ عن صَوْتها صُمٌّ نِيامُ
سَلُوا سـاحَ الوَغـى عنهـم تُجبْكـم
ذكرتُهمُ… همُ السَّيْلُ العُرامُ
همُ العُقْيان إن نَفَروا لثأرٍ
وهُمْ في حالة السِّلْمِ الحَمامُ
لوجه الحقَّ ثورتُهم… وحاشا
يرافقُ ثورةَ الحقَّ الحَرامُ
نأوا بسيوفِهم عن كل رَيْبٍ
وعمّا قد يشينُهُم تسامُوا
يقود زمامَهم بَطَلٌ كريمٌ
يخرّ له الجبابرةُ الكرامُ
صَفَا خُلُقاً وطابَ يداً وقَلْباً
فطاوَلَتِ القصورَ به الخيامُ (2)
لئن أخذوا بمَن زاغوا وراغوا
فما كلُّ النبات هو الخُزامُ
يهوذا (3) لم يَشِنْ رفقاءَ دَرْبٍ
على الإخلاص والتقوى أقاموا
* * *
أميرَ الثَّورة الكبرَى سلامٌ
إذا أجْدَى على قبرٍ سلامُ
هُمومي، بل هُمـومُ الأهـل جـارَتْ
على كَبِـدي، ففـي كَبِـدي ضِـرَام
لَئِنْ شطّ المزارُ بنا فإني
لَيَرْبطني بمَوْكبهم ذِمامُ
غسلتُ جراحَهم بدموع قَلْبي
وأرَّقَني مصيرهُمُ وناموا
كأنّي دونَهم ألقى الرزايا
كأنّي وَحْديَ الوتدُ المُضَام
لَعَمْرُ أبيكَ ما زِلْنا عبيداً
وإنْ قالوا تحرّرتِ الشآمُ
ولم نَبْرحْ بماضينا نُباهي
وحاضرُنا خُمولٌ وانهزامُ
أقول ولا أقول لغير أهلي
فليت يعونَ ما قالت حُزامُ (4)
إذا لم يحْمِنا عَزْمٌ وحَزْمٌ
فلَنْ تحمي كرامتَنا عِظامُ
مجاري النَّفْط أغنتْنا ولكنْ
أيُغْنينا عَنِ العزَّ الحُطامُ
دَجَا ليلُ العروبةِ بَعْدَ زَهْوٍ
متى تَنْجاب عنها يا ظَلامُ
تخاصَم أهلُها منْ غير داعٍ
ولولا الجَهْل ما كان الخِصامُ
يُداوي غلَّةَ الأجسام طِبٌّ
وداءُ الجَهْل ليس له ضِمامُ
عَجِبْتُ لهم يفرّقهم غَريبٌ
ويَقْطَع حبلَ وَحْدَتهم منامُ
عدوّهُمُ يكيدُ لهم، ويُبْدي
نَواجِذَه… ويَبْقَى الانقسامُ
إذا ما جاءهم بالسيفِ صِلّوا
لينجو مِنْ دواهيه، وصامُوا
ولاذُوا بالحليفِ… وكَمْ حليفٍ
يهونُ إزاءَ رَحْمته الجُذامُ
* * *
بني أمي يهيب بكم صَلاحٌ
أما فيكـم علـى الجُلَّـى "عِصـامُ"!
قَضيتكم تعيثُ بها نُيوبٌ
وأظفارٌ… فهلْ أنتم نَعَامُ؟
يتاجرُ باسمها الدّخلاء حيناً
وأحياناً ذوو رَحِم طَغامُ
دَعُـوا نـادي السـلام (5) ، فليس فيه
سَلامٌ للضعيف ولا كَلامٌ
سُدًى تتوقعونَ الخيرَ منه
سُدىً ترجون أن يَهمي الغَمامُ
قراصنةُ السياسة طَوّقوه
وشرُّ مطوَّقيه العمُّ سامُ
أضَعْنا القُدْس والجولانَ فيه
فكيف يُعالَجُ الداءُ العُقامُ؟
إذا اعتصمُ الضعيفُ به فقولوا
طَريقُ الموتِ هذا الاعتصامُ
لقد سَنّ الكبارُ له نِظاماً
فزادَ فُجورَهمْ هذا النَّظامُ
* * *
أميرَ السيف سيفُك في سِقامٍ
يَحزُّ أضالعي هذا السَّقامُ
تأكَّلَه القِرابُ، وكم رُقاد
عليه يُكرَه السيفُ الخُذامُ
وخَيْلُك ساهِماتٌ وَاجِماتٌ
على أعرافِها انتحر القَتَامُ
لقد عوّدتَها خَوْضَ المنايا
فمالَكَ عَنْ عوائدها تَنامُ؟
تمادَى الغاصبون، فكيف تَرْضى
بأنْ يطغَى على النورِ الظَّلامُ؟
أما مَنْ صَحْيةٍ تُحيي رجاءً
ألا ثأرٌ يُبَلُّ به أوام؟
على حُرمَاتِنا التقتِ الأفاعي
وحَوْل بيوتنا الذؤبانُ حامُوا
فأين أبو الفـوارسِ؟… أيـن جيـشٌ
عنيدٌ لا يُراضُ ولا يُرامُ؟
مَضَى سلطانُ، لكـن سَـوْف تبقـى
قَضَيَّتُنا تَمُوت ولا تُضامُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :462  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 490 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.