شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ملحمـة الجـلاء
خَرَجْتُ اليومَ أهْتِفُ للجلاءِ
وأبْني ما تهدَّمَ مِنْ رجَائي
شَقاء قَريبيَ الأدْنى شَقَائي
وفَرْحَتُه تُضاعفُ من هَنائي
ففي دَمَه نَصيبٌ من دمائي
* * *
حَمَلْنا الظُّلمَ أجيالاً طِوالا
وذُقْنا مِنْهُ ما يُوهي الجبالا
وقُلْنا قد يزولُ غداً فقالا
خَسِئْتمْ، سوف أطحنكم رِجالا
وأذْرُوكم نساءً في الهواءِ
* * *
ونِمْنا، ثمَّ نِمْنا، ثُمَّ نِمْنا
ولكنْ لم نَجِدْ في النَّوْمِ أَمْنا
وثَارَ الحِقْد في دَمِنا، فقُمْنا
نَهُزّ السيـفَ… إنَّ السيـف أدْنَـى
إلى الأفْهامِ مِنْ ياءِ النِّداءِ
* * *
سَلُوا الشُّهَداء في شَرْقٍ وَغرْبِ
أنالُوا حَقَّهم مِنْ دونِ حَرْبِ
حَمَلْنا السِّلْمَ مِنْ دَرْبٍ لدَرْبِ
وجَرّبناه في بُعْدٍ وقُرْبِ
فلَمْ يَصْلُحْ أداةً للبَقاءِ
* * *
تحرَّرَت البلادُ مِنَ الدَّخيلِ
ومِنْ عِبءِ الوِصاياتِ الثَّقيلِ
وباتَ الأمرُ في أيدي الأصيلِ
وتمّتْ وَحْدَةُ الشّعبِ النَّبيلِ
ولكنْ نَحْنُ في بدءِ البناءِ
* * *
بَلَى!… إنّ العروبةَ في شَتاتِ
مُوزَّعَةٌ على كلِّ الجِهاتِ
فإنْ لم نَلْتمسْ طُرُقَ النَّجاةِ
فسَوْف نظلُّ نَهْباً للغُزاةِ
ونُذعنُ للهوانِ وللفناءِ
* * *
أحبُّ الشامَ حُكاماً وأهلا
وأعْشَقُ أرضَها جَبَلاً وسَهْلا
رأيْتُ على رُباها النورَ طِفْلا
ومِنْ بَـرَدَى نَهَلـتُ الشِّعْـر نَهْـلا
فهل يَنْسى تُرابَ الحبِّ نائي؟
* * *
ربوعَ الشامِ أضناني الحَنينُ
وذابَ إلى ملاعبِه السجينُ
يغالبُني إليكِ هَوىً ودينُ
ولكنّي بأفراخي ضنينُ
فهَلْ أحيا على أملِ اللقاءِ؟
* * *
أريدُكِ جنّةً تَلِدُ النَّضاَرهْ
وتَنْشُرها على الدنيا حَضَارهْ
أريدُكِ – إن دجا لَيْلٌ – مَنارهْ
تُضيءُ لكلِ مُعْتَسِفٍ مَسارهْ
وتَهْدي التائهينَ إلى الرجاءِ
* * *
أريدُكِ للمحبةَ والسلامِ
ولِلْعَدْلِ الصحيحِ وللوِئامِ
ولكنْ لا أريدُكِ أَن تنامي
على ضَيْمٍ، وتَرْضي بالكلامِ
إذا مال الخصومُ إلى العِداء
* * *
شبابَ الشامِ يا أملَ البلادِ
أعدُّوا واستعدّوا للجهادِ
حَذارِ حَذارِ غاشيَةَ الرُّقادِ
فإنّ عَدُوَّكمْ يَقِظُ الفؤادِ
يخدّركم بوَعْدٍ أو ثَناءِ
* * *
يقودُ صفوفَكم أسدٌ رَهيصُ
على حُرُمات سوريا حَريصُ
تهاجمُه الصِّعابُ فلا يَحيصُ
ويَخزَى دونه القَوْلُ الرخيصُ
ويَبْني المجدَ مرفوعَ اللِّواءِ
* * *
أطارحًه التحيّةَ مِنْ بعيدِ
وأُغلي باسْمِه الغالي قَصيدي
أقولُ له عَطَفْتَ على شَريدِ
فهاكَ يدي على عَهْدٍ جَديدِ
يقومُ على المودّةِ والولاءِ
* * *
نُعَيّدُ للبطولةِ والشَّهادهْ
ونُؤْمنُ بالرئاسةِ والقِيادَهْ
فَهَيَّئِ للغدِ المرجوِّ زادهْ
رأيْتُ "المَهْدَ" يَحْلُمُ بالسيادهْ
فكرَّرْ فيه ملحمةَ الجَلاءِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 488 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج