شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هُـمْ ثروتـي
نَزَلَتْ على قلبي تحيةُ بُلْبلِ
فَسَكرتُ منهـا بالرَّحيـق السَبْعلـي
أفدي "الفَريدةَ" أيْقَظَتْ نَغَماتُها
شَوْقَ الغيـب إلى بُحَـيرة "كوشـلِ"
جاءت تَميـسُ بحُلّـةٍ مـن سُنْـدُسٍ
تَسبي العُقولَ، ونَفْحـةٍ مِـنْ صَنْـدَلِ
نافَسْتَ فيها البحتريَّ، فراعني
صَقْرٌ يَحُكُّ جناحَه في أجدلِ
أقَطَفْتَها مِنْ جنّةٍ، أم صُغْتَها
مِنْ عَسْجِدٍ، أم حُكْتَها مِـنْ مَخْمَـل؟
طوّفتَ بي في مَرْمَرونَ فهاجَني
شَجْوي لإِخوان الصَّفَـا في الكَرْمـلِ (1)
يا صاحبَ القَلَـم المُضَمَّـخِ بالشَّـذا
لا تَعْتَبَنّ على لساني الأخطل
عبَثَتْ بمِقْوَليَ الرَّطانةُ فالتَوَى
هَلْ يستقيـمُ مَـعَ الرطانـةَ مِقْوَلـي؟
أنَّى التفتُّ استَقبَلَتْني لَهْجَةٌ
تَهْوي على أذني بضَرْبةِ مِعْوِلِ
لا حَبْلَ يَرْبِطها بروحي أو دَمي
لولا فراخٌ زَيَّنوا مُسْتَقْبلي
يتقاسَمون مناكبي وشَواربي
ما حيلتي بالأشْقياء البُسَّلِ؟
أُرضي صغيرَهمُ فتحرَدُ أختُه
فأحار بينَ مقرَّبٍ ومدَلَّلِ
هُمْ ثَرْوَتي لم يكثُروا… لكنَّهم
كالماسِ لَمْ يَكْثُرْ ولم يَتَبَذّلِ
أقسمتُ لولاهُـم لما انبَسَطَـتْ يـدي
إلاّ إلى لُغَةِ الكتاب المُنْزَلِ
ولَرُحْتُ أضَرِب في الـبراري جاعـلاً
بَيْنَ الثريّا والمجرّةِ مَوْئِلي
هاضَتْ جناحي غُرْبةٌ رُوحيةٌ
حَلَقاتُها اقترنَتْ بغُربةِ مَنْزلِ
صاوَلْتُ دَهْـري فيهمـا فتراجَعَـتْ
قَدَمي، ولكنيِّ اعتصَمْتُ بمَعْقِلي
لولا هَوَى غلواءَ لم أكُ شاعراً
في رَكْب "شَوقي" أو فَريق "الأخطـلِ"
مِنْ وَحْيِها فَنِّي، فإنْ أرضاكُمُ
فلَها ثناؤكمُ الجميلُ وليس لي
* * *
يا ابـنَ السُّـراةِ الأكرمـين غَمَرْتَـني
بنَدَى يَدَيْكَ، فمـا أقـول لِمُفْضِـل؟
هَبْني بيانَك كي أقوِّمَ مَنْطِقي
وانْشُرْ علـى ليلـي ضيـاءَك يَنْجَـلِ
أينَ الـذي يُعطيـك، وهْـو مقطّـبٌ
ممَّن إذا أعطاك لم يَتَفَضّل؟
تَروي غليلـي قَطْـرةٌ مـن مُحُسِـنٍ
وأغصّ مِـنْ شَهْـدِ البخيـل بحَنْظَـلِ
لَمْ تُطـوَ ذكـرَى حاتَـمٍ وسَمَـوألٍ
ومَضَى الزمان بحاتَمٍ وسَمَوألِ
إني إذا صافَحْتُ غيرَ مُهَذَّبٍ
أسْرَعت أغْسِـلُ راحـتي في جَـدْوَلِ
وإذا لئيمُ النفس قارَبَ هَيْكلاً
فقُل السـلامُ علـى سـلام الهَيْكَـلِ
هَيْهات تخدَعُني ابتسامةُ ماكرٍ
ليس السرابُ لعارفيه بمَنْهَل
* * *
يا شاعري نضَّـرتَ رَوْضـي بَعْـدَ أن
ذَهَبَ الخريفُ بوَجْهِه المتَهَلِّلِ
أحيَيْتَ آمالي، وكانَتْ مَيْتةً
ورَفَعْتَ ذِكْـري للسِّمـاك الأعْـزَلِ
فإذا شَكَرتُكَ كان شَأْنـي مِثْـلَ مـن
يَهْتِزُّ مِنْ طَرَبٍ لصَوْتِ البُلْبُل
أنا مِنْ ولائكَ في نعيمٍ سابِغٍ
يا رَبِّ بـارِكْ أسـرةَ الخِـلّ الوَلِـي
إن لم تَكُنْ في العُمْرِ أولَ صاحبٍ
فلأنْتَ عندي في المقام الأولِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :471  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 487 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.