شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
علـى جَنـاح الوَهْـمِ
إلى الصديـق العربـي الوَجْـه والقَلـب واللسـان: الأب جورج كحّالَه زهيراتي في كراكس، سنة 1982
حَمَلْتَ رسالةَ الأدبِ النقيِّ
فخُذْ هذي التحيّة من "زكيِّ"
ولا تَعْتَبْ على عَيّي، فإني
أعيشُ على فُتاتِ الأجنبيِّ
أبشُّ ومُهْجَتي بالحزنِ غَرْقى
وأهتِفُ والحياءُ يزيدُ عَيِّيِ
لَحَى اللهُ النَّوَى… كم أرْهَقتني
وكم قاسَيْتُ مِنْ ألمٍ خَفيِّ
أُعالِجُ جُرْحَ قَلْبي بالتأسِّي
وأُطفِئُ حُرْقتي بدمي الزَّكيِّ
لحَى اللهُ النَّوى… كم أرّقَتني
وكم جـارَتْ علـى دَمْعـي العَصِـيِّ
بَلَوْتُ صروفَها وأنا صَبيٌّ
فلم تُشْفِقْ على كَبِدِ الصَّبيِّ
جراحاتي كثيرٌ… غيرَ أني
أداري نَزْوةَ الجُرحِ الطَّرِيِّ
أنامُ معَ الرَّطانةِ لا قريراً
وألبسُ في حِماها غَيْرَ زِييِّ
تطيرُ حَمائمُ الشَّرْقَين باسمي
وأبْقَى عندها" هيَّ بن بيَّ" (1)
إذا ما دارَ بالفُصْحى لِساني
تَضاحَكَ كلُّ صُعْلوكٍ زَرِيَّ
لكنتُ ألومُ لو أجداه لَوْمي
ولكنْ هل أجورُ على غَبيِّ؟
يُهاتِرُني اللئيمُ فلا أُبالي
وأخشَى غَمْزَة الحُرِّ الأَبيِّ
* * *
أخا الأدبِ الثريّ فَتحْتُ قلبي
فطالِعْ آيةَ الحبِّ الثَّرِيِّ
فَشَا رَيْحانه في الأرضِ، فاعْجَب
لِرَيْحانِ الوَلاَء السَّرْمَدَيِّ
أمدّ يدي، فلا تَبْخَل عليها
ببعضِ لآلئِ القَلَم السَّخيِّ
وأقْسِمُ لَنْ يَخيبَ لدَيك ظَنِّي
لأني لُذتُ مِنك بأريحيِّ
عرفُتك – مذ عرفتُك – ألمعياً
فمَرْحى للصَّديقِ الألمعيِّ
ترُشُّ الحبَّ في طُرُقِ الأفاعي
فَيَمْرعُ بالشَّذِيّ وبالشَّهيِّ
إلى حَلَبٍ، تمتّ، وليس يسعَى
لِغير المجدِ ذو الأنْفِ الحميِّ
إذا لم نَقْتربْ داراً، فإني
قريبٌ منك بالقَلْبِ الوفيِّ
ألا سَلْه يُجِبْك بأنّ وُدِّي
شَذيٌّ مثلَ مَعْشرك الشَّذيّ
وتَجْمَعُنا العروبةُ، وهْيَ صَرْحٌ
سَما عن كلِّ شَعْوذةٍ وَغَيِّ
صَفَتْ كسريرةِ العَذْراءِ نَهْجاً
وراقَتْ كالرحيقِ البابليِّ
ويَرْبُطنا على رغْمِ التنائي
تُراثٌ ماجَ بالطِّيب النَّديِّ
يَفِيءُ إليه ظمآنٌ فَيَرْوَى
ويَجْلُو غٌمّة القَلْبِ الشَّجِيِّ
نَشَرْناه عبيراً… وانطَوَيْنا
ولم نَنْدَم على نَشْرٍ وَطَيِّ
إذا افتقر الجمالُ إلى حياءٍ
فما هُو بالأصيلِ ولا البَهِيِّ
جمالُ الجسـم قَـدْ يَمْضـي، ويَبْقَـى
جَمالُ الروحِ والخُلُق الرضيِّ
كلانا صامَ عَنْ كَيْدٍ وحِقْدٍ
فأرضَى دَعْوةَ الله العلِيِّ
كلانا شادَ بالإيمان بُرْجاً
يُطاوِلُ قبّة الفَلَكِ السَّنيِّ
كلانا غابَ عن أهلٍ وحَيِّ
وظلَّ يعيشُ في أهلٍ وحَيِّ
نطيرُ على جَناح الوهْمِ إمّا
دَعانا الشوقُ للوطَنِ القصيِّ
لنا مِنْ كَرمة الوادي شَذاها
إذا أعطَتْ جَناها لِلغَنيِّ
رَضينا بالسَّرابِ مِنَ الأماني
فلم نَحْتَجْ إلى قُوتٍ ورَيِّ
ولم نَزْحَفْ إلى مالٍ فإني
رأيتُ المالَ حُلْم الأشْعَبيِّ
تهزُّ نفوسَنا آياتُ عيسى
وتأسُرُنا تعاليمُ النبيِّ
إذا استَقْوى صغيرُ النَّفْسِ ناباً
فوَيْل للضعيف مِنَ القَّويِّ
وإمَّا جاعَ للدينار حَيٌّ
فلن تَشْفي المصاريـفُ جـوعَ حَـيِّ
* * *
زَفَفْتُ إليك آمالي، فَصُنْها
وبُلَّ صَبابة القَلْب الصَّدِيِّ
أسير على هُـدَى "شوقـي" وأجـني
ثماري مِنْ حُقولِ "البُحْتُريِّ"
كفرتُ بكل فنَّانٍ يُصلّي
على أقدام باغٍ أو بَغيِّ
قوام الفنِّ إيمانٌ وَخُلْقٌ
فما نَفْعُ السفيهِ اللَّوذَعِيِّ؟
إذا ما عَاب شعري مالِطيٌّ
ضَحِكْتُ لترّهاتِ المالطيِّ
غسلتُ يَـدَيَّ مـن شِعْـر الأحَاجـي
فكيفَ أروضُ ثائرةَ الدعيِّ؟
مَعاذَ الله أخرجُ مِنْ ثيابي
وأمشي في طريقٍ لا سَويِّ
عَشَقْتُ الضـادَ منـذ فَتَحْتُ عيـني
على شِعْرِ التراثِ العَبْقَريِّ
فكيف أعـقّ مَـنْ شَـدُّوا جَناحـي
ورَشّوا النورَ في ليلي الدَّجيِّ؟
على حَرَمَ البيان قَدِ التقَيْنا
وطُفنا في حِماه السُّنْدُسيِّ
صديقُك يعربيُّ الروح، فاشْرَبْ
على ذكرى الصديق اليَعْرُبيِّ
ألَـم ترني رَفَعـتْ الكـأس بُشْـرى
لقائِكِ في اجتماعاتِ النديِّ (2)
لئن أرضَى العُـلا شِعْـري… فإنـي
أَدَرْتُ شَرَاب كَوْثَرك النقيِّ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :460  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 485 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.