شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التركيـة الحسنـاء
أحبَبْتُ تُرْكيّةً مِنْ آل عثمان
حُباً تَغَلْغَلَ في عَقْلي ووُجْداني
توارَثَتْ مِنْ أبيها بعضَ شِدَّتها
ومِنْ شَقيقِ أبيها طَبْعها الحاني
كانت إذا رَضِيَتْ نُـوراً وإن غَضِبَـتْ
ناراً، فَعِشْتُ علـى وَصْـلٍ وحِرْمـان
وكان أرْوَعَ ما فيها ثَقافتها
فقد أحاطتْ بعِلْـم الإِنْـسِ والجـانِ
الشعرُ تحفظُ منه ألفَ قافيةٍ
والنَّثْرُ تَعْـرِفُ منـه ألْـف "لُقْمـانِ"
كيف اهتَدَيْتُ لهـا؟ لمْ أصطَنـعْ سَببـاً
لكن رَمانـي بهـا دَهْـري فأصْمانـي
عَرَفْتُها عَرَضاً في نَدْوة جَمَعتْ
عشيرة الفِكْـرِ مـن شِيـبٍ وشُبّـانِ
ولم تَكُنْ منهمُ أصلاً ولا نَسَباً
لكنها اشتَركَتْ في نَقْد ديواني
تَحَرَّشتْ ببياني، ثمَّ ما لبثَتْ
أنْ أنشَبَتْ بثيابي ظُفْرها القاني
قالتْ – وقد فَتَحَتْ بالغصب خطبتهـا
لم تَنْتظِرْ دَوْرَها أوْ يَثْنِها ثانِ –
إني لَتُركيّةٌ، لكنَّ والدتي تَرْقَى
لعَدْنانَ أو تَسمُو لغسّان
ما للسَّحاب تداعَـى حـينَ لا مَطَـرٌ
وللزُّهورِ تَثَنَّتْ دونَ ألوان؟
إني انحدَرْتُ إلى أعمال شاعرِكم
ولم يِفُتْنِيَ مما قال بَيْتان
فمـا عَثَـرتُ علـى زَهْـرٍ ولا ثَمـَرٍ
ولا وَقْعتُ على ماءٍ لِظَمآن
لا تُخدَعوا بعِباراتٍ يُنَمِّقُها
بعضُ الصلاةِ تسابيحٌ لأوْثانِ
أشْعاره… بَعضُهـا نَهْـبٌ وقَرْصَنَـةٌ
وبعضُها تُرّهاتٌ دونَ أوزانِ
يَشْكو جَـواه ومـا في قَلْبـه شَجَـنٌ
هل يَطْرُق الوَجْدُ قَلْباً غَيْـرَ وَلْهـان؟
كَذِبٌ تَدّيُّنُهُ، زُورٌ تَخَشُّعُه
يا رُبَّ كُفْرٍ بدا في زِيِّ إيمانِ
لا يَذْكُرُ اللهَ إلاّ حينَ يَدْهَمُهُ
مِنَ الطوارئ والأحداث خوْفانِ
إني عَرَفتُ له عِشْرين غانيةً
يَلْهو بهنّ، بطَرْف هادئٍ هاني
غَلْواءُ كلُّ فتاةٍ في حبائله
عُمْرُ الصَّبابة في عَيْنَيْه يَوْمانِ
بلّغْتُ ما سمعتْ أذْني وما شَهِدَتْ
عيني… فلا تسألوني أين بُرهاني…
ثم استدارَتْ وحَيَّـتْ وهـي خارجـةٌ
كأنها انتصرتْ في هَزِّ أرْكاني
* * *
ومرَّ عامٌ وفي عَيْنيَّ صورَتُها
وصَوْتُها العَذْبُ في قلبي وآذاني
لم يؤذِني أنهـا جـارَتْ علـى كبِـدي
ما أطيبَ الجَوْرَ مِـنْ ظَبيـات عُثْمـان
ولم يُثرني تَماديِها على أدبي
فِداءُ مُقْلَتها شِعْري وألْحاني
* * *
وذاتَ يومٍ تصادَفْنا فمَا ذكرَتْ
ما كان منها وقالـت وَهْـي تَلْقانـي
أحْبَبْتُ شِعرَك، لكنْ لو أتَيْـتَ علـى
ذِكْري لكُنْتَ بعَيْني فَـوْقَ "جُبْـرانِ"!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :548  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 479 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.