شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلـى حفيـدي
كُرْمَى عيـونِ حَفيدتـي وحَفيـدي
شَاغَلْتُ قلـبي عـن عُيـون الغِيـدِ
لَمْ يَبْقَ عندي مَطْمَعٌ بمَليحةٍ
أنفَقْتُ في رَصْدِ الجمـالِ رَصيـدي
إني استَعَضْتُ عن الضلالـة بالهُـدَى
وعَصَمتُ مِنْ كتُبِ الغـرام بِريـدي
الثائرُ العِرْبيدُ في صَـدْري ارْعَـوَى
عَوَّذتُه مِنْ ثائرٍ عربيدِ
لم يَعْنُ للدَّهْر العنيدِ ولا لَوَى
زَنْداً له… ولَـواه صَـوْتُ وليـد
صارَ الغَويُّ لطاعةٍ وعبادةٍ
مِنْ غَيْر إكراهٍ ولا تشديد
وغَدا القَريبُ هـو البعيـدُ، وطالمـا
كان البَعيدُ عليَّ غيرَ بَعيدِ
أنا في خَريفِ العُمْر، لكـنْ لم أتُـبْ
عَنْ شيمـتي في الشَّـدْوِ والتَّجْويـدِ
يأبَى جناحي أن يَسِنَّ علـى الثَّـرَى
ويُريدُني أبَداً على التَّصْعيدِ
ماذا أقولُ لألْثَغَيْنِ تَوَزّعا
عَيْنيَّ، واتّفقَا على تَجْدِيدي
بَعَثا رُفاتي من ثَرايَ وعالجا
رُوحي فعادَتْ طِفْلَةً في عيدِ
يتضاحكانِ فمُهْجتي في جنَّةٍ
ويُقَطّبانِ فيا جَهنمُ ميدي
يا طالما رَقَـدا علـى زَنْـدي فلـم
أزْعِجْهما، ونعِمْتُ بالتَّسهيدِ
ولطالما رَكبـا علـى ظَهْـري فلَـمْ
أرْزَحْ… وأرْزحُ غالباً بزَهيدِ
ولطالما عَبَثَا بما في مكتَبي
فَتَرَكْتُه لعَنيدةٍ وعَنيدِ
يتقاسمانِ دفاتري ورسائلي
ويُنظِّفان قفاهما بقَصيدي
أرْنُو إلى ما يفعلان مُرَدّداً
صُنْ يـا إلَـه العَـرْشِ كـلَّ وَليـدِ
واغْمُرْ بأنوار المحبَّةِ قَلْبَهُ
لا يَحْمِلَنْ وِزْرَ الجدودِ حَفيدي
عَبَسَ الغُروبُ فيـا حفِيـدَيَّ اطلعَـا
قَمَريْن في ليلـي وليْـلِ وحيـدي (1)
لا تَجْعَلا للحقْدِ في قَلْبيْكما
وَكراً فدَرْبُ الحِقْـد غـيرُ حَميـدِ
الحبُّ شَقَّ إلى الحياة مَسَالكي
والحقْدُ زِعْزَعَ فيَّ كلَّ وَطيد
لا بدَّ أن أطْـوي جناحِـيَ في غَـدٍ
فَخُذا مِنَ الدنيا بكلِّ جَديدِ
لا تُصْغيا للزاعمين بأننا
رَغْمَ ازدهارِ العِلْـم، عَصْـرُ عَبيـدِ
مهما تَسَكَّعْنا نَظَلُّ مَنارةً
بينَ العُصـور الزُّهْـر منـذُ لَبيـدِ (2)
مَنْ قال إن الأمسَ أفضـلُ من غَـدٍ
ما زال في عصـرِ الفضـاءِ جَليـدي
* * *
يا قرَّتَي عَيْنَيَّ إنيَ ذاهبٌ
لكنَّني سأكونُ غيرَ بعيدِ
سأعودُ في يَومَيْن طَيْراً شاديًا
أو زَهْرةً، أو مَطْلِعا لنشيد
الموتُ جِسْـرٌ واصـلٌ مـا بعـدَه
واللَّحْدُ يَرْبطُ طارفاً بتَليدِِ
ما دامَ عنـدي مـن يُتابـعُ رَحْلَـتي
هَيْهَاتَ ما أنا طامعٌ بمَزيدِ
إني غَسَلْت من الذنـوب سَريرتـي
يا رَبُّ جَنّبْني عُيون الغيدِ!..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :460  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 476 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.