شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شقيقـي
عشية سفره إلى الوطن، عام 1954
كرّمتُموني مِنْ خِلال شقيقي
ما الفَرْقُ بـين رحيقـهِ ورَحيقـي؟
ما صفّقَـتْ كفّـي لَعَـذْب بيانِـه
إلاّ شَعَرْتُ كأنّ لي تصفيقي
إنّا نشأنا تحتَ سَقْفٍ واحدٍ
خَشِنٍ، ولكـن في الجهـاد عَريـقِ
يَحْيا القَتَاد براحةٍ في ظِلِّه
ويجول بين بَنَفْسجٍ وشَقيقِ
بمحبةِ الأوطانِ شُدَّ جناحُنا
وأعدّنا للفَتْح والتحليقِ
الفكرُ منه في فضاءٍ واسعٍ
والشِّعْرُ في رَوْضٍ أغَنَّ وَرِيقِِ
يُغْضِي، ولكن عِفَـةٌ، عَـن مَعْشـرٍ
حَسبوا أنيقَ الفَنِّ غَيْر أنيقِ
شاهَتْ عواطفُهـم، فكـلُ فَصَاحـةٍ
في شَرْعهم ضَرْبٌ من التَّلْفيق
ورَمَتْ بنـا الأقـدارُ غـيرَ رَحيمـةٍ
في مَهْمَهٍ جَهْم الأديم سَحيقِ
طفْليْن لم نَعْرفْ بَشاشةَ وامِقٍ
في الناسِ، أو نَظْفَـر بعَطف صَديـقِ
أبكي فتحرقُ دَمْعتي أجْفانَه
وإذا بَكَى مَلأ الفضاءَ شَهيقي
وأحسّ إن عَثرتْ به أمْنيةٌ
أني غَريقٌ آخِذٌ بغَريقِ
ولَقَدْ أطيرُ مُحَلِّقاً بجَناحِه
ويشقّ ظُلْمة ليلهِ ببَريقي
ما طابَ شعـري، أو حَـلا لِرُواتـه
لَوْ لَمْ يُزوّدْني بعَطْفِ شَقيقِ
مِنْ حَقْلِه زادي، ومِنْ يِنْبوعه
مائي، فأيّ الفَضْل للإِبْريق؟
المبدأُ الوطنيُّ يجمعُنا مَعاً
وعتيقُ خَمْرة فنِّه وعَتيقي
إني سَلَكْتُ مَعَ المساء طريقَه
وأتَى الضُّحى فإذا الطريـقُ طريقـي
* * *
شَيَّعْتُ رَكْبَ أخـي بدَمْعـةِ ذاكِـرٍ
أنّا اصطَحبْنـا في الغِنَـى والضِّيـقِ
ورَجَعْتُ أدراجي أعالجُ غُصَّةً
طافَت بجُـرْحٍ في الضُلـوع عميـقِِ
فهَمَسْتُ في سَمْع الليالي آيةً
جلّتْ عن التَّزْوير والتَّنْميقِ
أنا سَوفَ أبقَـى في الحيـاة رَفيقَـه
ولسوفَ يَبقَـى في الممـاتِ رَفيقـي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :869  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 469 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج