كرّمتُموني مِنْ خِلال شقيقي |
ما الفَرْقُ بـين رحيقـهِ ورَحيقـي؟ |
ما صفّقَـتْ كفّـي لَعَـذْب بيانِـه |
إلاّ شَعَرْتُ كأنّ لي تصفيقي |
إنّا نشأنا تحتَ سَقْفٍ واحدٍ |
خَشِنٍ، ولكـن في الجهـاد عَريـقِ |
يَحْيا القَتَاد براحةٍ في ظِلِّه |
ويجول بين بَنَفْسجٍ وشَقيقِ |
بمحبةِ الأوطانِ شُدَّ جناحُنا |
وأعدّنا للفَتْح والتحليقِ |
الفكرُ منه في فضاءٍ واسعٍ |
والشِّعْرُ في رَوْضٍ أغَنَّ وَرِيقِِ |
يُغْضِي، ولكن عِفَـةٌ، عَـن مَعْشـرٍ |
حَسبوا أنيقَ الفَنِّ غَيْر أنيقِ |
شاهَتْ عواطفُهـم، فكـلُ فَصَاحـةٍ |
في شَرْعهم ضَرْبٌ من التَّلْفيق |
ورَمَتْ بنـا الأقـدارُ غـيرَ رَحيمـةٍ |
في مَهْمَهٍ جَهْم الأديم سَحيقِ |
طفْليْن لم نَعْرفْ بَشاشةَ وامِقٍ |
في الناسِ، أو نَظْفَـر بعَطف صَديـقِ |
أبكي فتحرقُ دَمْعتي أجْفانَه |
وإذا بَكَى مَلأ الفضاءَ شَهيقي |
وأحسّ إن عَثرتْ به أمْنيةٌ |
أني غَريقٌ آخِذٌ بغَريقِ |
ولَقَدْ أطيرُ مُحَلِّقاً بجَناحِه |
ويشقّ ظُلْمة ليلهِ ببَريقي |
ما طابَ شعـري، أو حَـلا لِرُواتـه |
لَوْ لَمْ يُزوّدْني بعَطْفِ شَقيقِ |
مِنْ حَقْلِه زادي، ومِنْ يِنْبوعه |
مائي، فأيّ الفَضْل للإِبْريق؟ |
المبدأُ الوطنيُّ يجمعُنا مَعاً |
وعتيقُ خَمْرة فنِّه وعَتيقي |
إني سَلَكْتُ مَعَ المساء طريقَه |
وأتَى الضُّحى فإذا الطريـقُ طريقـي |
* * * |
شَيَّعْتُ رَكْبَ أخـي بدَمْعـةِ ذاكِـرٍ |
أنّا اصطَحبْنـا في الغِنَـى والضِّيـقِ |
ورَجَعْتُ أدراجي أعالجُ غُصَّةً |
طافَت بجُـرْحٍ في الضُلـوع عميـقِِ |
فهَمَسْتُ في سَمْع الليالي آيةً |
جلّتْ عن التَّزْوير والتَّنْميقِ |
أنا سَوفَ أبقَـى في الحيـاة رَفيقَـه |
ولسوفَ يَبقَـى في الممـاتِ رَفيقـي |