شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا نسر تشرين
أُنشدت في دمشق، عام 1984
جَدّدْ بسَعْيكَ مجدَ العُرْب يـا أسـدُ
لا يأمن الغِيـل إن لم يَحْمِـهِ الأسـدُ
لا يَشْمخنَّ علـى أعلامهـم عَلَـمٌ
ما أبعدَ القَمَر الداني لمـن صَعَـدوا!
إن الأُلَى رَوَّتِ الدنيا حضارتَهم
لم يَبْرحوا الكوثَرَ الأزكى لمـن وَرَدوا
أعْطوا وما شوّهـوا بالمَـنِّ رِفْدَهُـمُ
ليس الكرامُ بِمَنّانين إن رَفَدوا
بَعْضُ الزعاماتِ ظِـلٌّ وارفٌ وجَنًـى
وبعضُها زَبَدٌ.. هـل ينفـعُ الزَّبَـدُ؟
يا حافظَ الشام حَبْلُ العُرْبِ مُضْطَربٌ
وَسَيْفهم –لا تَسَلْ عن سيفهم– قَصَدُ
فاجْمَعْ على الحبِّ والإيمـان صَفَّهُـمُ
لا شأنَ للشعـبِ إلاّ حـينَ يتَّحـدُ
تَرْنُو إليـك قلـوبُ الأهـلِ هاتفـةً
عليك وَحْدكَ بعدَ الله نَعْتَمدُ
لا تلتفِتْ للأُلَى ماتـوا وما علمـوا
ولا تُبال بمَنْ عَـزّوا ومـا حَمَـدوا
قُدْنا إلى غَمراتِ النار تَصْهرُنا
لا يَعْبَقُ العُود إلا حينَ يتَّقدُ
آياتُ تشريـنَ في الأذهـان ماثلـةٌ
فثنِّ وافتح بها أبصـارَ مـن هَجَـدوا
يا فارسَ البَعْث لاحتْ شمسُ وحدَتِنـا
أينَ المفرّ لمن عَقّوا ومـنْ جَحَـدوا؟
ومَنْ ترامَوا علـى أقـدام غاصِبهـم
كأنَّهم في زوايا بيتِه وُلِدوا
ومَنْ أَقاموا على العُدْوان دَوْلَتهمْ
وأعلموا السيفَ في الأعناقِ واضطهدوا
ومَنْ سَقَوا بـدم القَتْلـى زعامَتهـمْ
وبالجَماجمِ غذّوهـا ومـا سَهِـدوا
ماذا نقولُ لهـم، مـاذا نقـولُ لهـم
هل ينفعُ القولُ فيمن خانَه الرَّشَـدُ؟
ما كانتِ الشامُ يوماً غـيرَ مَدْرسـةٍ
على هُداها اهتدى قُصَّادها وهَـدُوا
في ظلِّها السَّمْحِ شادَ الفكـرُ دولتَـهُ
ولا تزالُ لها الراياتُ تَنْعقدُ
وفي رُباها استقرّ الشعـرُ، وارتفَعـتْ
له على بَـرَدَى الأطنـابُ والعُمُـدُ
لولا مَصابيحُهـا لم يَنْقَشـعْ غَسَـمُ
للمُدلجينَ، ولا قرّتْ لهم كَبِدُ
في كلِّ يـوم لنـا "بَـدْرٌ" مُحَجَّلـةٌ
غرَّاء إن خالَطتْ أيامَنا "أُحُدُ"
نَهْوَى السلامَ ونَسْعَى فـي مناكبِـهِ
وفي خمائِلهِ الغناءِ نَبْتردُ
لكنْ سننبذُه نَبْذَ النَّواة إذا
ما دِيْسَ حَقٌ لنـا أو مُـسَّ مُعَتَقـد
ترَفَّعتْ عن مَهاوي الحِقْـد أنفْسنـا
لكنْ سنحقـدُ إن أعداؤنـا حَقَـدوا
لا خَيرَ في السِّلـم لم يَسْلمْ به شَـرفٌ
ولا رُقادَ لمن في ظلِّه رَقَدوا
عَهْدُ العشائرِ قد ولّى، فـلا رَجَعـتْ
ليلاتُهُ السودُ أو أيامُه الرُّبُدُ
ثُرْنا على الضَعْف نستهدي بمُعْتَصـبٍ
بالشمسِ… يجفلُ من نبراتـه الأبـدُ
حُلْوِ الشمائل تَجْلـو الليـلَ طلعتُـهُ
يكادُ بالفضلِ والإيمانِ يَنْفردُ
عَفِّ السريـرةِ، لا يَطـوي جوانحـه
على غُـرورٍ ولا يَعْلـو ولا يَجِـد (1)
تجسدتْ فيه رُوح الشعب، وانْعَقَدتْ
عليه آمالُهُ واستبشرَ البلدُ
أعاد هَيْبةَ سُوريّا وشادَ لها
دُنيا من العـزِّ لم يَحْلـمْ بهـا أحـدُ
يحيا الفقيرُ سعيداً في مراتِعها
ولا يُحسُّ ضَعيفُ أنه وَتَدُ
الطائفيةُ داواها بحِكْمتِهِ
فزال كلُ خِـلاَفٍ وانتهـى اللَّـدَدُ
لا دينَ إلاّ له في الشام حُرْمتهُ
ولا عقيدةَ إلا أهلها سَعِدوا
والجهلُ حاربَـه بالعلـم، فانقطَعَـتْ
أسبابُه … وانتهتْ في الأنفس العُقَـدُ
وغاصَ بالدَّم لبنانٌ فأنجدَهُ
وفي الشدائدِ يُرجى السيـدُ النَّجِـدُ
لبَّى النداءَ وآساه بمحنتِهِ
وكم يـدٍ عَمَّـرتْ ما دمّرتْـه يَـدُ
نَجَّاه من سِجْـن صهيـونٍ وأنقـذَهُ
من نفسه حين عزَّ الغَـوْثُ والسَّنـدُ
وليس أتعـسُ ممَّـن لا نصـيرَ لـه
إن فاته أملٌ، أو خانَه جَلَدُ
إن الزعامةَ أنواعٌ، وأقربُها
للقلب تـلكَ الـتي تبـني ولا تَعِـدُ
تُرْسي بُـروجَ المعالـي دون ثَرْثـرةٍ
وتخدمُ الشعـبَ لا مـسٌّ ولا فَنَـدُ
في ظلها يجدُ المكدودُ راحتَهُ
وفي حِماها يُلاقـي البَسْمَـة النَّكِـدُ
كلُ المواهبِ في قانونها شرَعٌ
سِيانِ من طمعوا بالمـال أو زَهِـدوا
إذا تململَ في بلواه ذو سقمٍ
ففي جوانحهـا مـن سُقْمِـهِ وَقَـدُ
وإن شَكَا صاعـدٌ شـدَّتْ عزيمتَـهُ
وشجَّعَتْهُ فزالَ الخَوْفُ والجُهُدُ
* * *
يا قائـدَ الوَثْبـةِ الزهْـراء دونكَهَـا
تحيةً بِلَهيبِ الشّوق تتّقدُ
تَطوي إليك صحارَى لا حـدودَ لهـا
وأبحراً مـا لَهـا حَصْـرٌ ولا عَـدَدُ
باسم الذين تنـاءَوا عـن مواطنهـم
ليرفَعوا ذِكْرها أيَـانَ مـا قَصَـدوا
إن شرَّقوا فهي نورٌ فـي دياجرِهـمْ
أو غرّبوا فهي فـي رمضائهـم بَـرَدُ
باسم الذين بَرَى التَّحنـانُ أضلُعَهـم
ولم يَزلْ وَجْدُهم يَنْمُو ويطرّدُ
باريسُ عندهمُ صَحْراءُ خاويةٌ
إذا تراءتْ لهـم يَبْـرودُ أو صَـدَدُ
باسم الذين قَضوا فـي دار غُرْبتهـم
وجَفْنَهم في سمـاء الشـرقِ مُنْعَقـدُ
لم يَبْذروا أينما حلُّـوا سِـوى حَبَـقٍ
يا حُسنَ ما بَذَروا، يا سُوءَ ما حَصَدوا
باسم الذين بَنـوا للضّـادِ مَمْلكـةً
في الغَرْب يَقْطرُ منها المـنُّ والشَّهَـدُ
تحرّر الحـرفُ فيهـا مـن رواسبـهِ
يا للضعيفِ بَـرَى أضلاعَـه الـزَّرَدُ
باسم التي أَلْهَمْتني الشعرَ مَنْ صِغْري
وأوهَمَتْنِي أني الشاعرُ الغَرِدُ
ولَوَّنتْ أمَلي بالزَّهْر تَنْثُرُه
على دروبي، فـزال الغَـمُّ والكَمَـدُ
أحنِي جَبينيَ للفيحاءِ مِنْ وَرَعٍ
كما تهيَّبَ دون الوالدِ الوَلَدُ
وأخلَعُ النَّعْلَ تَقْديساً لتربتها
فكلُّ حَفْنـةِ رَمْـلٍ ضَيْغـمٌ حَـرِدُ
غَلْواءُ لا تَعْجَبي ممَّن يُهاتِرني
سَكَتُّ عن هَذْرهم فاستذأبَ النَّقَدُ (2)
نال الخَنافسُ من شعْـري فقلتُ لهـم
لا يَكْرَه الشمس إلاّ الخُلْـدُ والرَّمـدُ
ما كـان أشأمـني حَظـاً وأَتْعَسـني
لو طابَ شَدْوي لمن قاموا وما قَعَـدوا
يا شامُ روحـي إلـى رَيّـاك ظامئـةٌ
حتامَ يبقَى رهـينَ الغربـةِ الجَسَـدُ؟
طال اغترابي، ولكن أنتِ في خَلَـدي
وقد يعيـشُ بعقـر الـدارِ مُبْتَعِـدُ
حاشا لمثلي إذا ناداه واجبُهُ
ألا يُلَبيَ مهما استأخَرَ الأمدُ
يا نَسْرَ تشريـنَ وما وشّيـتُ قافيـةً
إلا ولاحَقَني في حبِّكَ الحَسَد
لئن أجَدْتُ فما في ذاك مـن عَجَـبٍ
إني لأمدحُ لكـن حـينَ أعتقـدُ…
جئْنا نبثُّ روابي الشام حُرْقَتَنا
ونَنفضُ الصَّدْرَ ممَّا في النَّـوَى نَجِـد
جئْنا نجدّدُ أسبابَ الوَلاء لها
ونسألُ اللهَ أن يَرْعاك يا أسدُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :957  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 468 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج