شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حـنين إلى بَـرَدى
حَنَّتْ إلَيْكَ الروحُ يا بَرَدَى
هَلاّ مددت إلى فتاكَ يَدا؟
طالَ اغترابي عن ثَرَى وَطَني
ورَزَحْتُ تحت طوارق المِحَنِ
ولَبِسْتُ قبل منيّتي كَفَني
يا لَيتَ لم أغِبِ
عَنْ شَطّكَ الذَّهَبي
عَنْ بَيْتيَ الخَرِبِ
بئسَ الغنَى في غيرِ أوطاني
كم سَامني خَسْفاً وأشقاني
ومَسَحْتُ عَوْرَتَه بأجفاني
أوَ كلَّما ذَكَروكَ يا بَرَدَى
أذكَيْتَ فيَّ الوَجْدَ والكمدا؟
* * *
كمْ عِشْتَ في حَزَني وفي جَذَلي
وجَرَيْتَ في شِعْري وفي زَجَلي
ولكمْ رَقَدْتُ بظلّ سَرَواتِكْ
ومَزَجْتُ دَمْعاتي بدِمْعاتِكْ
وأثَرْتَ ألحاني بأناتِكْ
يا توأمَ الأزلِ
يا كَوثْرَ الأملِ
أقْسَمْتُ لم أزلِ
مُذْ غِبْتُ عن مَغْناكَ ظمآنا
قالوا أتَقْضي العُمْر تَحْنانا؟
قُلْتُ ارحموا يا ناسُ وَلْهانا
يَرْعْى بعَيْن حنانِه الوَلدا
ويموتُ مِنْ شَوْقٌ إلى بَرَدَى!
* * *
ما ضرَّ لو رَسَّخْتُ أقدامي
في تربتي، وَزَجَرْتُ أوهامي؟
أخْنَى عليّ الهمُّ والتَّعَبُ
وتحالَفَ الإفلاسُ والأدَبُ
أهلي هنا وَعشيرتي عَرَبُ
لكنْ غَدوا فُرَقا
وتباينوا طُرُقا
وتأمركوا خلُقا
فإذا همُ انتسبُوا فلا نَسَبُ
وإذا التقَوا فلقاءهم عَجَبُ
ولربَّما اقتتلوا ولا سَبَبُ
يا وَيْلَ شَعْبٍ مثلنا شرُدا
لم يتفقْ رَأْياً وَمُعْتَقَدا
ذَهَبَ الشبابُ وصُوِّحَ الأملُ
ما حيلتي يا قَلْبُ، ما العَملُ؟
لولا عُيونُ حَبيبةِ العُمْرِ
وحلاوةٌ في ثَغْرها تُغْرِي
لخَنَقْتُ صَوْتَ الشعرِ في صَدْري
ولقلتُ للقَلَمِ
ضاعَفْتَ من ألمي
فاذهَبْ ولا تلُم
إنّا اصطَحبنا لا على ضَغَنِ
وحَمَلْتَ مثلي وَطْأةَ الزَّمَنِ
لكنْ وَهنْتُ، وأنتَ لَمْ تَهِنِ
أتَرى احتكرْتَ السَّعْدَ والرَّغَدا
وتركْتَ لي الحِرْمانَ والنَّكدا؟
* * *
قالوا بلادُك للرَّدَى قُوتُ
أينَ "الجليلُ" وأين بيروتُ؟
فلجَمْتُ في الأضلاع غصّاتي
وحَبَسْتُ في عينيَّ دَمْعاتي
ماذا أقولُ لهم وكلماتي
ماتَتْ على شفَتي
وتعطَّلَتْ لُغَتي؟
فَطَوَيْتُ أجنِحَتي
ورَجَعْتُ مغلوباً على أَمْري
مُتَسربْلاً بالصَّمْت والقَهْرِ
وبَكَيتُ ثم هَمَسْتُ في سِري:
ربّاه رُدَّ الشرَّ عن بَرَدى
واحفظْ عليه الحسنَ منْفرِدا
* * *
غَلْواءُ لا تُحْزنْكِ شَكْوايا
الشوقُ نارٌ في حَنايا
أصْبُو إلى وطني وأذكُرُهُ
وأوَدُّ لو في الحُلْم أُبْصِرُهُ
يا ويحَ قلبي أينَ كوثرُهُ؟
يُحْيى وُرَيْقاتي
ويَبُلُّ حُرْقاتي
ويُعيدُ أوْقاتي
كالأمسِ أعياداً مُسَلْسَلَةً
ومواسماً بالحبّ مُثْقَلَةً
ومعاركاً للشعر مُشْعَلَةً؟
أتَرَى أعودُ إليك يا برَدَى
أمْ لا رجوعَ إلى الحِمَى أبداً؟…
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 467 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج