نَظَمتُ الشِّعرَ مـن قَلْـبي ورُوحـي |
فإن يَعْبـقْ فَـذاك شَـذا جُروحـي |
وَلَسْتُ بطامِحٍ لخلودِ ذِكْري |
فقَدْ نَهْنَهْتُ نَفْسـي عـن طُمـوحِ |
أنا لِقناعتي في خَيْرِ حالٍ |
رَضيتُ من الملابسِ بالمُسوحِ |
لِيَرْقَ إلى الذُرَى غيري، فإني |
قريرُ العينِ ما بينَ السُّفوحِ |
نُزوحي طالَ عَـنْ وطـني وأهلـي |
متى تُطوى حكاياتُ النُّزوحِ؟ |
لَحَى اللهُ النَّوَى، كَمْ قرّحتْني |
وأضنتْني، وكـمْ نَكـأت قُروحـي |
رَزَحْتُ – ولا أزالُ – بألفِ عِـبءٍ |
وَقانا اللهُ عاقبةُ الرُّزوحِ |
شكا بعضـي إلى بعضـي، فأغْنَـتْ |
خُلاصاتُ المتونِ عن الشُّروحِ |
أنا في الشعرِ مِنْ فَتْحٍ لفَتْحٍ |
فما بـالُ الحسـود نَفَـى فُتوحـي؟ |
يباهيبني بصَرْحٍ مِنْ تُرابٍ |
ويُغْمِضُ ناظِرَيْه عن صُروحي |
سأصفح عن مثالبِهِ، فإني |
رأيتُ اللهَ في القلبِ الصَّفوحِ |
وأسكتُ عَنْ سَفاسِفه لئلاّ |
يُساءَ الظَنُّ في خُلُقي السَّموحِ |
جُموحي ليس يُجديني فَتيلاً |
فلَنْ أُصغي لداعيَةِ الجُموحِ |
إذا شيطان شِعْـري خـان عَهْـدي |
قَبَسْتُ الوحيَ من أعْمـاق رُوحِـي |
لجأتُ إلى الوُضـوح فَـراجَ سوقـي |
تُقاسُ اللَّوْذعيةُ بالوُضوحِ |
غَبوقي جَلْسـةٌ في كَـرْم "شوقـي" |
وفي فردوس جُبرانٍ صَبوحي |
نُصحتُ وفي فمي ماءٌ ولكنْ |
رأيتُ الصَّمْـتَ يُـزري بالنِّصـوحِ |
جُنوحكَ عـن طريـق الحـقِّ عـارٌ |
فحاذِرْ مِنْ مَغَبّات الجُنوحِ |
إذا استعصى عليـكَ بُلـوغُ شـأوٍ |
فجُدّ إليه بالرأي السَّبوحِ |