| شِعْري الـذي سَكِـرَ النَّـديّ بعَرْفِـه |
| هُوَ يا مليحـةُ مِـنْ حَدائـق رُوحـي |
| عَبَقَتْ بأنْفاسِ النُّجوم حُروفُه |
| وتَلوّنَتْ بمَدامِعي وجُروحي |
| * * * |
| الشِّعْر يُولد في حَنايا أضْلُعي |
| حُراً ويَشْـرَبُ مِـنْ عَصـير فُـؤادي |
| يَنْساب يَنبوعاً بدون تَكَلُّفٍ |
| ويَموجُ زَهْراً في حَنايا الوادي |
| * * * |
| أنا لَسْتُ أدْري مَـنْ يُعَلّمـني ومَـنْ |
| يُمْلي عليَّ الشِّعْر في خَلَواتي |
| سِرٌّ عَجَزْتُ بحَلِّه، فَتَركْتُه |
| لِيَراعَتي وَغَرْستُه بدَواتي |
| * * * |
| كرّسْتُ شِعْري لِلْمِلاح أهزُّه |
| لَحْناً يَرِفّ طَلاقةً وعَبيراً |
| فتَطَلَّعَتْ هذي، وتِلْك تَبَسَّمَتْ |
| يُعطي كَثيراً مَنْ يَنالُ كثيراً |
| * * * |
| قَدْ كُنْتُ أحْلُـم أنْ أصـوغَ قَصيـدة |
| عَذْراءَ لَم تَخْطُر بمُهْجَة شاعِر |
| لكنَّها ضاعَتْ، وأحْسَبُ أنَّها |
| سُرقَتْ – ولَمْ أفْطَنْ لها – مِنْ خاطِـري |
| * * * |
| لا لَنْ أثـورَ فقَـدْ رأيْـتُ قَصيدتـي |
| كالزَّهْرة النَّدْياءِ في فَمِ غانِيهْ |
| شقراء، أمّا ثغرها فحديقةٌ |
| ملأتْ شفاهي بالقطوفِ الدانيَهْ |
| * * * |
| يا حُلْوة الشَّفَتَيْن إنْ أغراك في |
| شِعْري الجديدِ نقاؤه وصفاؤهُ |
| فدَعيه يَزْرَعُ في فؤادك عُشَّه |
| دُنياه أنْتِ ومُقْلتاكِ سَماؤه |
| * * * |
| رَقَصَ الرَّصيـفُ وصَفَّقَـت أحجـارُه |
| لمّا خَطَرْتِ بقَدِّك الريَّانِ |
| موّجْتِ شِعْري بالشَّذا وغَمَرْتِه |
| بعَجائب الألوانِ والألْحانِ |
| * * * |
| يا حُلْوَتي إنِّي لأطْمَعُ أنْ أرَى |
| خَطَرَاتِ شِعْري نَغْمةً في ثَغْرِك |
| وأريدُه عِقداً بنَحْرِك فاسْمحي |
| أنْ يستديرَ قِلادةً في نَحْركِ |
| * * * |
| أهْدَيْتُه لمليحة وقَبيحةٍ |
| وشُغلْتُ بالشَّقْراء والسَّمْراءِ |
| لا تَضْحكي منِّي، فلَسْتُ بقادرٍ |
| أنْ أحْبِسَ النَّجْوى على حَسْناءِ |
| * * * |
| فإذا رأيْتِ تَنَقُّلي لا تَعْجَبي |
| قَلْبي مُباحٌ للعُيون وبابي |
| قَطَعَ الوَقـارُ علـيّ أسْبـابَ الهَـوى |
| فوصَلْتُها بحَبائل الإِعْجابِ |
| * * * |
| يا حُلْوةَ الشَّفَتَيْن إنِّي شاعرٌ |
| ماتَتْ على أوْتاره البَسَماتُ |
| أنْعَشْتِ آمالي وكانَتْ قَدْ ذَوَتْ |
| وتَضاحَكَتْ في مُهْجَتي الآهاتُ |
| * * * |
| سأظلّ مِـنْ يَنْبـوع وَحيـك أسْتَقـي |
| وأحوم حَوْلَكِ كالخيالِ الشاردِ |
| وأرشُّ شِعْري في دُروبك زَنْبَقاً |
| وأظلُّ باسمِك أسْتَهلُّ قصائدي |
| * * * |
| يا حُلْوة الشَّفَتَين شابَتْ لُمّتي |
| لكنْ أعيشُ مُكَذّباً مِرآتي |
| ما دامَ قَلْبي في ربيعِ شَبابهِ |
| فبياضُ شَعْري مِـنْ بَيـاض صِفاتـي |