شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحـبُّ بنـي أمَّـي
في حفل أدبي بالنادي الحمصي
سأقْطعُ ما بَيْـني وبينَـك مـن بحـر
وأجتازُ ما بَيْـني وبَيْنَـكِ مِـنْ بَـرٍّ
وأنْشُقُ مِنْ رَيَّاك يـا حِمْـصُ نَفْحـةً
تُجَدِّدُ مِنْ عَزْمي وَتشْرَحُ مِنْ صَـدْري
ومِنْ عَجَبٍ أهْفُو إليـكِ ولَـمْ أطَـأْ
تُرابَك إلاَّ فَوْقَ أجْنِحة الفِكْرِ
ويا حمصُ لَـمْ أعْلِـنْ هَـواي تَزَلُّفـاً
إلى غَرَضٍ تَنْـدَى لـه جَبْهـةُ الحُـرّ
ولكنْ رأيتُ القَلْبَ يُمْلي، فَلمْ أجِـدْ
إذا أنا لَمْ أطْلِقْ لسانـي، مِـنْ عُـذْرِ
وَهلْ أنا إلاّ شاعرُ السيـفِ والنَّـدى .
وهلْ أنا إلاّ شاعـرُ الزَّهْـرِ والنَّهْـرِ .
أحومُ على الـروضِ الأغَـنِّ فراشـةً .
وَيهْتِفُ باسمي الشِّعْرُ في حَلْبة الفَجْـرِ .
* * *
ويا سائلي ما حِمْصُ، ذَنْبُـك فـادحٌ .
إذا كنتَ لا تَدْري، وأفْـدَحُ أنْ تَـدْرِ .
أَتجْهـلُ داراً تُنْبتُ البـأسَ والنَّـدَى .
وتَفْتخرُ الدنيا بِفِتْيتِها الغُرّ
أتجهلُ غِيلاً يَستريحُ بظلِّه
فتىَ السيف والإِسلام والفَتْحِ والنَّصْرِ (1)
فتَى صَفَعَ الرومان والفُـرْس صَفْعـةً .
– لها الله كفاً – أوْقَرَتْ أُذُنَ الدَّهْـرِ.
غَزَاهم بجَيْشٍ لَـمْ يَكُـن غَيْرَ حَفْنـةٍ .
فلم تُغْن عَنْهم صَوْلةُ العَسْكَرِ المَجْـرِ .
تَراءى لهمْ حُلْمـاً فذابـتْ نُفوسُهـم
وناءتْ بهم خَيْلٌ جَمُدْنَ مِـنَ الذُّعْـرِ
وطارتْ عُقولٌ لو جَرَوا فـي غُبارهـا
لما سَقَطوا في قَبْضَةِ المـوتِ والأسْـرِ
ومَنْ يَتَسلَّـحْ بالضـلالِ فـلا يَقُـلْ
حُسامي بكفِّي، بل حُسامـي في نَحْري
* * *
وقائلةٍ أنْفقْتَ عُمْرَكَ شاعراً
وقَوْمُك في لَهْوٍ عـن الشِّعْـر والنَّثْـرِ
ينامون مِلءَ العَيْـنِ في سُـرُرِ الهَنَـا
وأَنْتَ على أدْمَى مِنَ الشَّوْك والْجَمـرِ
تُغَنّي فلا تَهْتَزُّ مُهْجَةُ سامعٍ
وَتبْكي فلا يَبدو اضطرابٌ على ثَغْـرِ
أقلِّي، رَعاكِ اللهُ، لومَك إنَّني
سَعيدٌ بما ألقَـى، قريـرٌ بمـا يَجْـري
أحبُّ بني أمِّـي وإنْ هَـدَروا دَمـي
وأمْحَضُهُم صَفْحي وإنْ جَهلوا قَدْري
إذا رَكِبوا للبُطْلِ، فَهْوَ لُبانَتي
وإن كنتُ لَمْ أرْكَب إلى باطلٍ عُمْـري
ألذُّ مِنَ الماء النَّميرِ سَرابُهم
وشَوْكُهم أحلَى بعَيْـني مِـنَ الزَّهْـرِ
لَئِنْ أنْكروا أنِّـي وُلِـدْتُ بِمَهْدِهِـم
فيا رَبيَ اجْعَـلْ في طَريقِهِـم قَبْـري
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 436 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.