شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مدينـة النُّـور
إلى بيروت الشهيدة، عام 1979
كَيْفَ التَّغَنِّي، ونَفْسـي كلُّهـا أَلَـمُ
يا لَلْهَزار قَضَى في زَوْره النَّغَمُ
بَيْني وبَيْـن حَماقـاتِ الصِّبـا ذِمَـمٌ
ما كَانَ أسْعَدَني لـو دامـت الذِّمَـمُ
حالَ الزَّمانُ، وقامَـتْ دُونَنـا غِيَـرٌ
هَيْهات لا نِعَمٌ تَبْقى ولا نِقَمُ
أيْنَ الشَّبابُ، وآلاء الشبـاب، ومـا
قَدْ زَوَّر الوَهْم، أو مـا زوّق الحُلُـمُ؟
أيْن انْطلاقـي وراءَ الحُسْـن أُشْرِبُـهُ
دَمْعي، وأُطْعِمُه قَلْبي وألْتَهمُ
هذا الضَّعيفُ بصَدْري لَمْ يَعُدْ حَرَمـاً
للحبِّ،... أخْنَى عليه الحبُّ والهَـرَمُ
غاضَتْ منابـعُ إلْهامـي، فوالَهْفـي
هلْ يَضْحكُ الحَقْلُ إنْ لَمْ تَسْقِهِ الدِّيمَ؟
ينوشني ألْفُ نابٍ كلَّ ثانيَةٍ
فاسْلَمْ بنفسِكَ مِـنْ بَلـواي يا قَلَـمُ
لا لَنْ أسومَكَ أنْ تشدو علـى فَنَـنٍ
الروضُ ممـا دَهـاه ساهـمٌ وَجِـمُ
ماذا أقـولُ وأوتـاري تَمُـجَّ دَمـاً
وفي مطاوي جُفُوني يَسْـرح القَتَـم؟
ما في الرَّبيعِ جَمالٌ عِنْـدَ ذي سَقَـم
هَيْهات يَجْتَمـعُ التَّغْريـد والسَّقَـمُ
شَدْوي على مَسرَحِ الأحداثِ دَمْدَمـةٌ
وبَسْمَتي في مآسي أُمتي غَسَمُ
أمرّ بالزَّهْرة النَّدْياء تَغْمُزني
فأكْتُم الشَّوْقَ في جَفْني وأنْهزِمُ
وألْمَحُ الشَّفَةَ النَّشْوَى تُعَلِّلُني
فأخْنُقُ الوَجْدَ في صَـدْري وأحْتَشِـمُ
لولا فلسطينُ كانـت ظُلْمَـتي ألَقـاً
وكان بَرْداً علـى أضلاعـيَ الضِّـرَمُ
إنِّي لأَحْمِلُ في قَلْبي لواعِجَها
ألَيْس يَجْمعُنا الإِيمان والرَّحِمُ؟
ما دامَ عِرْضِـيَ للشـذَّاذ مَمْسحـةٌ
فليسَ لي بَيْن أعـلام الـوَرَى عَلَـم
بَيْروت في غَمَراتِ النار غارقةٌ
وقادَةُ الفِكْر لا حسٌّ ولا ألَمُ
لاهُونَ عنها بفَلْسِ أو بِغَانِيةٍ
ساهُون عنها بمـا يَسْتَهجِـنُ الكَـرَمُ
أقولُ، والحُـزْن يَطْويـني وَيَنْشُرُنـي
يا لَيْتَ مَنْ زوّروا تاريخَهـم عَقِمـوا
كأنَّها لم تَكُنْ يوماً مدينَتَهم
ولَمْ تَكُنْ بَيْتَهـم، إن ضـاق بَيْتُهـمُ
كأنَّها لَـمْ تَكُـنْ للشَّـرْعِ مدرسـةً
في حبِّها يتبـارَى العُـرْبُ والعَجَـمُ
لَوْلا مساعي دُعاة السُّوء ما انحْـدَرَتْ
كَرامةُ العُرب حـتى داسَهـا الخَـدَمُ
غَلْواء لا تَعْجَبي ممَّا أكابدُه
ماتَ الشَّذا فبكـاهُ النـورُ والنَّسَـمُ
أنا الغَريقُ... فمُـدِّي للغَريـق يَـداً
تَجَهَّم الليلُ والأمواجُ تَلْتَطِمُ
أرْنو إلى الشاطئ النائِـي بـلا أَمَـلٍ
كَيْفَ النَّجاةُ وَمنْ أرجوهُـمُ رَمَـمُ؟
لا تسألينيَ عَنْ أَهْلي... لَقَـدْ ذَهَبـوا
لَمْ يبْقَ ممَّـا بَنَـوه غَيْرَ مـا هَدَمُـوا
بَكَيْتُهم فأجابَتْني مقابِرُهُمْ
أنْتَ الفقيدُ وأبناءُ الحياة هُمُ
جَنَى عليهم مَغاويـرُ الكـلام، ولَـوْ
أَنْصَفْتُ قُلْتُ لَقَدْ بيعوا ومـا عَلِمـوا
توهَّموا وَرَم الحكَّامِ عافِيةً
كَمْ مِنْ مريضٍ عليـه أجْهَـز الـوَرَمُ
هذي الصروحُ التي أرْسوا قواعِدَهـا
على الرَّذيلـة والطَّغْـوى ستَنْحَطِـمُ
لا تسألينيَ عَنْ يَوْمي... فليـس لـه
لَيْلُ فأرقدُ أو فَجْرٌ فأبتسمُ
أمشي على الشَّوْكِ، لكنْ لا أُحسُّ بـه
وأشربُ النارَ، لكنْ لسـتُ أحْتَـدِمُ
تشابَهَتْ كمُواء الهرِّ أشْطُره
فكلُّ ساعاتِـه، بالسُّخـفِ تَزْدَحِـمُ
أمْسي مَضَى، وغَدي ما زال مُحْتَجِبـاً
يا كاشفَ الغَيْبِ، يَوْمي كيف يَنْصَرِمُ؟
لا تسأليني عن حُلْمي... أنـا رجـلٌ
لا حُلْمَ عندي حتى تَنْجلـي الظُّلَـمُ
كَفَرْتُ بالمُثُلِ العُلْيا يَدينُ بها
ذِئْبٌ، ويدعـو إلى تقديسهـا صَنَـم
رسالةُ الحقِّ منا... ثم يسألُنا
عنها الذين بحبْلِ الباطـلِ اعْتَصمـوا
ومَوْجة النُّور مِـنْ آفاقِنـا انطَلَقَـتْ
ويَدّعيها عبيدُ الجَهْلِ والخَدَمُ
تَضَافَرَتْ أمَمُ الدنيـا علـى وطَـني
يا للضَّعيف استحلَّتْ لَحْمَـهُ الأمـم
مدينةُ النُّور في الأصْفاد راسفةٌ
أليسَ في زُعماء العُـرْب "مُعْتَصِـمُ"؟
عاثَ البُغاثُ بأوكار النُّسـورِ، فهَـلْ
مَاتَ النُّسورُ وأحْنَتْ رأسَهـا القِمَـمُ
لا لا... سَينَهْضُ شَعْبي مِـنْ مَراقـده
وَيَقْهَرُ المَوْتَ بالإِيمان يَضْطَرِمُ
ثارَتْ بَقيِّةُ ثأرٍ في جوانِحِه
فصفّقَ "القَبْر" زَهْواً وانْتَشَى "الحَـرَم"
إنِّي لألْمَحُ في الآفاق بارقةً.
يكادُ منهـا جـدارُ الليـلِ يَنْهَـدِمُ
تَحَرَّكَ الأسدُ المَيْمون طالِعُه
بُشْراكَ أشرقَ فَجْرُ النَّصْرِ يـا أجَـم .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :377  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 428 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج