على سَرّ الأخِ الصَّافي الوِدادِ |
سأشْرَبُ في المجالسِ والنَّوادي |
وأهْتِفُ مِنْ صَمِيـمِ القَلْـب طابَـتْ |
لَياليه، ومُتّع بالإِيادِ |
فَتىً خَدَمَ العِبادَ بأصْغَرَيْهِ |
فكانَ جَزاءَهُ حُبُّ العِبادِ |
وجَرّدهُ الرئيسُ فكان سَيْفاً |
على أعْناقِ أعداءِ البلادِ |
إذا استبقَ الرجالُ فقُلْ شآهُمْ |
بساحِ المَكْرُماتِ "أبو جِهَاد" |
لخَيْرِ الشَّعْـبِ كـمْ سَهِـرَ الليالـي |
وسارَ على الأسِنّة والقَتَادِ |
وكمْ داسَ العقارِبَ والأفاعي |
ورَدّ عن القَضِيَّة كَيْدَ عادِ |
وعرّضَ صَدْرَه للنَّار حيناً |
وحيناً للهُجومِ والانتقادِ |
وكَمْ ضحّى ليَتْركَ شانئيها |
رَماداً في رَمادٍ في رمادِ |
لواءُ الضَّاد أعلاه، وأدْنى |
جَناها في الحواضِر والبوادي |
أعزّ اللهُ عَهْدَ الشَّعْبِ فيه |
ووَطَّدَهُ بطَوّالٍ جَوادِ |
وليسَ الناسُ كلُّهم سَواءً |
فكَمْ مِنْ ناعِبٍ في زِيِّ شَادِ |
إذا اسْتَوْهَبْتَه ريّاً وزاداً |
أتاكَ الوَيْلُ مِنْ رَيٍّ وزادِ |
سعادَتُه تتمّ بأنْ يُداجِي |
وأنْ يَفْتَنّ في بَذْرِ الفَسَادِ |
* * * |
دعانا مِنْ رَوابي الشامِ صَوْتٌ |
فلبّيْنا... وأكْرمْ بالمُنادى |
وكَيْفَ نُشيحُ عَنْ أمٍّ دَعَتْنا |
أمِنْ لَحْمٍ خُلِقْنا أمْ جَمادِ؟ |
لِنَأَسَى إنْ أصابَ الشامَ ضَيْمٌ |
وإنْ كنّا رعايا خَيْر وادِ |
ونَرْقُصُ حينَ تَرْقُـصُ مِـنْ سُـرورٍ |
ونَسْهَدُ حـين تَشْكُـو مِـنْ سُهـادِ |
نعودُ إليكِ يا فَيْحاءُ مَهْما |
تَمَسّكْنا بأهْداب البُعادِ |
فإن مِتْنا بغُربَتِنا فكوني |
لنا قَبْراً... فنَسْعَدَ بالرُّقادِ! |