شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 171 -
ولولا أَنْ يقال ثَناهُ عَجزٌ
وأَقعدَهُ عن التحليقِ ضَعفُ
لطلّقتُ القريضَ ولم يَشُقْني
خلودٌ كلُّهُ وهمٌ وسُخفُ
شكوتُ وكيفَ لا أشكو وحَولي
ضفادعُ بالبلابلِ تَستَخِفُ
تساوى شاعرٌ يطأُ الثُّريّا
وشعرورٌ يَسِفّ ولا يَرِفُ
وليستْ تنفعُ الشَّكوى ولكنْ
تُخفِفُ من همومِ النفسِ أُفُ
* * *
- 172 -
عجبتُ لمعشرٍ بالغربِ هَاموا
ولم يربِطْهُم بالغَربِ عِرقُ
فعَبّوا من مفاسدِهِ، ولكنْ
أبوا تقليدَه حيثُ الأَشقُ
جفاةٌ إن ألمَّ بهم قريبٌ
فإنْ جاءَ الغريبُ هَفوا ورَقَّوا
إذا نَادى مُنادي الهَزْل لبّوا
وإِنْ نادى مُنادي الجِدِّ عَقوا
فهم في معرضِ الأزياءِ غَربٌ
وهُمْ في ساحةِ الأعمالِ شَرق
* * *
- 173 -
طويتُ رِسالتي الغَرّاء لَمّا
رأيتُ الشِّعرِ معدومَ الرُّواةِ
يُطارِدُه الحُواةُ بِلا حَياءٍ
ويَتركُهُ الحُماةُ بلا حُماةِ
وملتُ إِلى التِّجارةِ أَمتطيها
جواداً في مَيادينِ الحَياةِ
فلا تتعجَّبوا مِني لِسَحقي
يَراعاً كنتُ أَفديه بذاتي
فقد يَقضي الخُزامُ على شَذاهُ
إِذا احتقرتْه مَملكةُ النَّباتِ
* * *
- 174 -
شبابُكِ يا مليحةُ قد يَزولُ
ونجمُكِ سَوفَ يُدرِكُهُ الأُفولُ
فلا تتبختري مَرحاً وزَهواً
فكم زهوٍ إِلى ندمٍ يَؤولُ
جمالُ النَّفسِ أفضلُ من جمالٍ
له من بعدِ نُضرتِهِ ذُُبُولُ
رأيتُ العقلَ زَينةَ كُلِّ حيٍّ
تدولُ الرَّسِياتُ ولا يَدولُ
فلا تثقي بمنْ يَهواكِ جِسماً
ولا يُعنى بما تَهوى العُقُولُ
* * *
- 175 -
شهرتُ على السَّخافةِ ألفَ حربٍ
فكانَ النَّصرُ فيها للسَّخافهْ
أُهاجِمُها بما ملكتْ يَميني
فتستعدي زنابيرَ الصَّحافه
تُسمّي نفسَها شعراً جديداً
فيا عجباً أَصارَ الشعرُ آفه؟
حلفتُ لأغسلنّ يديَّ منه
فإنَّ الدِّينَ أوصى بالنَّظافه
متى انطوتِ الصدورُ على فَسادٍ
تشاكلتِ الحقيقةُ والخُرافَه
* * *
- 176 -
نصحتُك يا كريمَ النفسِ جَانبْ
عشيرَ السُّوءِ تَجتنبْ المَهَانهْ
ولا تجعلْ مِنَ التهريجِ دَأباً
فقد تُودي بهيبَتِكَ المَجانَهْ
تعلمتُ الرَطانةَ من هجينٍ
ولم أُصلحْ مَدى عمري لِسَانَهْ
يَظَلُ الشرُّ شراً ليس يَرقى
إلى قدمِ الفضيلةِ والأمانهْ
ولو منحوا يهوذا تاجَ غارٍ
لصار الغارُ عُنوانَ الخِيانَهْ
* * *
- 177 -
أَرِحْني من حَديثِ الحربِ، إِني
لأَخشى أَن تُموِّتَني شهيدا
أأنزِعُ من يدي قيداً عَتيقاً
لأضرِبَ حولَها قيداً جَديدا
أأحيا في بلادِ الناسِ حُراً
وبين عشيرتي عَبداً طريدا؟
أحبُّ وأفتدي وطني، ولكنْ
أخافُ عليه طَاغيةً عنيدا
كرامةُ أُمتي وهمٌ بوهمٍ
إِذا أَفْرادُها كانوا عبيدا
* * *
- 178 -
خُذوا عني دراهِمَكُم ورُوحوا
فليسَ لَهُنَّ في سُوقي رَواجُ
طريقُكُمُ لقاصِدِكُم قتادٌ
وماؤكُم لوارِدِكمْ أُجاجُ
مننتمْ بالعلاجِ على جِراحي
فلمْ ينفعْ مَع المنِّ العِلاجُ
هَبوني بسمةً لا غِشَّ فيها
فليسَ من الكرامةِ أَن تُداجوا
إذا عَشِيتْ بصيرةُ مُسْتَضيءٍ
فلا واللهِ لن يُغني سِراجُ
* * *
- 179 -
رأيتُ الموتَ يتَبعُني كظِلي
ويرقُد حينَ أَرقُدُ – في سريري
فقلتُ له، وقد أرغيتُ غيظاً
وثارَ على سَماجَتِهِ ضَميري
ألا دَعني فقد نغّصتَ عَيشي
وعكرتَ العُذوبةَ في غَديري
أنا زينُ الشبابِ نُهىً وخُلُقاً
فكيفَ أنَامُ في لحدٍ حقِيرِ
كرهتُ الموتَ . . لكن ألف أهلاً
به في تُربةِ الوطنِ الصَّغيرِ
* * *
- 180 -
يُعيّرُني بلا حسبي صَديقٌ
له حسبٌ، ويشتِمُني بأهلي
فقلتُ له رأيتُ الشمسَ تُلقي
ذوائِبَهَا على طَوْدٍ وسَهْلِ
تساوى الناسُ في نظري وزَالت
حدودٌ بين مَولودٍ وكهلٍ
عَدا جاري وسرتُ أَنا وئيداً
فما قَصَّرتُ عنه برغم مَهلي
كريمٌ من يكرِّمُني لِعِلمي
وأَكرمُ من يكرِّمُني لِجَهلي
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 412 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.