شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 41 -
خيَّبتَ ظنّي فيك يا أغلى الوَرى
يا ليتَ لم تَطرقْ يدي لك بـابا
أتخونُ في البَلوى أَخاكَ وينتهي
عهدٌ، ويَمْتَسِخُ الرجاءُ سِرابـا؟
أو ما نشأنا تحت سقفٍ واحدٍ
بِئْسَ الحُظوظُ تفرّقُ الأَحبابـا
ماذا أَقولُ لِمن توهَّم أننا
نتقاسمُ الأفراحَ والأوصابـا
إنْ قلتُ أدرَكَني فإنيَ كاذبٌ
وإِذا صدقتُ يخالُني كذَّابـا
* * *
- 42 -
يا زمرةَ الأدب الجديدِ ألا اخجلوا
شوّهتُمُ وجهَ البيانِ الأشرفِ
أأقولُ نَثركمُ سَخيف مائعٌ
مَاذا أَقولُ إذنْ بشعرٍ أَسخَفِ
كم ذا أُحاولُ أَنْ أُصيبَ فضيلةً
فيكم فأعثرُ بادعاءٍ أَجوف
تتقارضونَ التُّرَّهاتِ، فزائفٌ
يُزجي الثَناءَ إلى أخيه الأزيف
إنّأ انتهينا فارحمونا واسكتوا
أَوَ ليس تُشجيكم مدامعُ مُدنفِ
* * *
- 43 -
تاهَ الغنيُّ بِمالِه فتقربتْ
منه القلوبُ وصفَّقتُ إِعظاما
وشدا الأديبُ فلمْ يَجدْ من سَامعٍ
أو عابرٍ يُلقي عليه سلاما
فطوى جَناحيْهِ على نارِ الغَضَا
وبَدا الضياءُ لمقلتيهِ ظَلاما
عَجباً أَيُحظى بالكرامةِ زائلٌ
والخالدُ الباقي يَهُونُ مُقاما؟
الجاهليَّةُ تستعيدُ شبابَهَا
أَين النبيُّ يُحطِّمُ الأصنامَا؟
* * *
- 44 -
هوّنْ عليكَ فلستَ مَوضعَ حملتي
أَنا أَنقدُ الأعمالَ، لا الأسماءَ
اللهُ يَشهدُ لَستُ أخفي غيرَ ما
أُبدي، فكيفَ تظُنني حِربَاءَ؟
يقسو الطبيبُ على المريض وقلبُهُ
يبكي عَليهِ أَدْمعاً حَمراءَ
بعضُ الوداعةِ في النُّفوسِ فضيلةٌ
والبعضُ يُدعى خسّةً ورِياءَ
أَحلى على قلبي صَراحةُ شاتم
ممن يسوقُ هِجاءَه إطراءَ
* * *
- 45 -
حريةُ الضُّعفاءِ قلّ حُماتُها
فتنبَّهوا يا معشرَ الضُّعفاءِ
هي كالسفينةِ ضيّعتْ ربّانَها
واستسلمتْ لمشيئةِ الأَنواءِ
لا تدفعوا عنها الرَّدى بمدامعِ
سَحَّاحةٍ بل فادفعوا بدماءِ
هَلَكَ الأُلى ناموا عن استقلالهم
وتَناوموا في اللَيلةِ اللَيلاءِ
لم ترسُ ما بين الورى حرّيةٌ
إلاَّ على هرمٍ من الشُّهداءِ
* * *
- 46 -
لا يقربُ الثرثارُ مني، إِنني
أَوصدتُ بابي دونَ كُلِّ ثَقيلِ
أنا مَن يُحبُّ الحسنَ، لكن صَامتاً
وأَرى جميلَ الهذرِ غيرَ جميلِ
البخلُ مَنقصةٌ، ولكنْ رُبَّما
بدتِ الفضيلة في سكوتِ بخيلِ
يُشجي صُداحُ العندليبِ مَسامعي
فإذا تتابعَ ضاقَ فيه سبيلي
أَقسمتُ لو مَلَكَ الطويلُ لسانه
ماءَ الحياةِ لما بللتُ غليلي
* * *
- 47 -
قولوا لدجالٍ يُعلِّم غيرَه
حُبَّ الفضيلةِ وهو لا يتعلَّمُ
يَعظُ الوَرى بلسانِه، وفؤادُه
بين المعَاصي والذنوب مقسَّمُ
يا صاحبي دعواكَ تفضحُ نفسَها
ويشي بما تُخفيه وجهٌ أَسحمُ
ما أَكذبَ الجلاد يبكي رَحمةً
وعلى يديه من ضحيتِه دَمُ
إنْ لمْ يكُنْ نَهجُ المُعلِّمِ قُدوةً
فالعقلُ يبني والرُّعونةُ تَهدِمُ
* * *
- 48 -
حسنٌ جوابُك للسفيهِ تَردُّه
بالحزمِ، لكنَّ التَّغاضي أَحسنُ
يتحرَّشُ الأَدنى بمن هو فوقَه
كي يرتقي الأغبى ويهوي الأفطنُ
ما حاجةُ الأدبِ النَّقي لمُعلنٍ
أيُضيرُه ألاَّ يجيد المُعلنُ؟
ما دامَ ذكرُك في البريّةِ عنبراً
لا يُغضبنَّك أَن يسُبَّك مُنتنُ
فلرُبما قضتِ الشَّجاعةُ سَاعةً
أَنْ يجبنَ البطلُ الَّذي لا يجبُنُ
* * *
- 49 -
إِني وإِن خانَ الصديقُ مودتي
ثبتٌ على عَهدِ الصديقِ الغادرِ
أُغضي جُفوني عن مساوِئِهِ ولا
ألقاهُ إلاَّ بابتسامةِ عَاذِر
أنا مثلُه في ضَعفِهِ وعُثارِه
فعلامَ أَرمقُه بطرفٍ شَازِرِ؟
دُنياكَ لجٌّ لا يَقبرُّ قرارُهُ
فاسلمْ بنفسِكَ أَو فخُضْه وخاطِرِ
من يرْجُ محضَ الخيرِ من أَصحابِهِ
لم تخْبُ جَذوةُ غَيضِهِ المتطايرِ
* * *
- 50 -
قالوا تخضَّبْ قلتُ لستُ بفاعلٍ
أبداً. . . أأطمسُ بالظَّلامِ ضِيائي
الشيبُ من نعَمِ السَّماءِ وما أنا
مَن يستخفُّ بنعميات سَمائي
إِن كان خسَّرني الصَّبايا فهو لمْ
يَزجُرْ عجائز قريتي عن مائي
إِني لأَفدي بالصَّباحِ عشيّتي
وأفوتُ كرمى للعشاءِ غدائي
لم يغْلُ عندي ما تَيسَّر صيدُهُ
لكن غلا ما جاءني بعَناءِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :723  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 399 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج