كافحتَ لِلحقِ، مَا كافحتَ للمالِ |
شتانَ بَينَ أنانيٍّ وبَذَّالِ |
شيخَ الصَّحافةِ قُمْ تَلقَ "السَّلامَ" كما |
تَركْتَها، شَعلةً مِن رُوحِكَ العَالي |
لمْ يُغرِها الوَعدُ برَّاقاً ولا وَقَفتْ |
في وَجهِها تُرَّهاتُ القِيلِ والقَالِ |
تَنافسَ الأَدبُ الهَادي بساحَتِهَا |
تَنافُسَ الطيرِ في شَدوٍ وتِزجَالِ |
لا يشمت الكَاشحُ الأَعمى بفاقَتِها |
عاشَ المسيحُ على فقرٍ وإِقلالِ |
لو صَانعتْ أولياءَ الأمرِ أو سَكتتْ |
لأَخصَبَ المالُ في صُندُوقِهَا الخَالي |
لكِنَّها آثرتْ عَيشَ الكفافِ على |
أنْ تستكينَ لِطاغوتٍ ودَجَّالِ |
هَذا هو المَثَلُ الأَعلى لِناشِدِهِ |
بئس الصَّحافةُ مِرقاةً إلى المال! |
هَذا هو الفتحُ لا ما يدَّعي نفرٌ |
عاشوا على عَتَباتِ اللِّصِ والوَالي |
هذا هو المَجدُ لا ما تَفتري فئةٌ |
ضميرُها سِلعةٌ في كَفِّ دَلاّلِ |
لا خيرَ في ثَورةٍ شاهتْ مَصادِرُهَا، |
كرامةُ النَّفسِ لا تُحصى بأمْوالِ |
* * * |
ودَيعُ قبرُكَ مِشكَاةٌ لِرائِدِهِ |
ونَحنُ رَبيعاً على فِرْدَوْسِنا البَالي |
اليومَ عيدُكَ، بل عِيدُ الصَّحافةِ بل |
عيدُ الجهَادِ، فقمْ يا نَاعِمَ البَالِ |
هَذي كتيبَتُك الوَلْهى قد اجتمعتْ |
على عَرينِكَ في يُوبِيلِكَ الغَالي |
فانفُضْ تُرابَكَ نستجمعْ صَوارِمَنَا |
واعقدْ لِواءَكَ نسترْشِدْ بِرِئبَالِ! |