| خُذْ فُؤادي وَطِرْ بِهِ يا جَوادُ |
| ولا تَخَفْ أَنْ تَرُوعَهُ الآمادُ |
| صَارَ مِمَّا استطارَ شوقاً وَوَجْداً |
| ليسَ يَحلُو له بِصَدري وِسَادُ |
| يا أَخَا الطُّرفةِ الرَّشيقةِ يَرويها - |
| فتُروى بِراحِهَا الأكبادُ |
| تجمعُ الضَّادُ بينَنَا، وهي أُمٌّ |
| كيفَ لا تجمعُ القُوبَ الضَّادُ؟ |
| نتَلاقى على هَواهَا إِذا مَا |
| فرَّقتنَا عَوَارِضٌ واجتِهَادُ |
| نحنُ قَومٌ نَجوعُ للحرْفِ لكنْ |
| ليسَ يَشفي جُوعَ الثقافةِ زادُ |
| طابَ في ظِلِّهِ الجهادُ ولولا |
| شَهْدُ إِيماننا لَمرَّ الجهادُ |
| قد حملنَا لِواءَهُ ومَشَيْنَا |
| تَفرشُ النَّارُ دربَنَا والقَتَادُ |
| نَتبَاهى بفقرِنَا إِنْ شَآنا |
| خاملٌ أَو أَهانَنَا قرَّادُ |
| نَزرعُ العِزَّ ثُم يَجني سِوانَا |
| بُورِكَ الحَقْلُ والجَنى والحَصَادُ |
| رَقَّ فِينَا الشُّعورُ حتى لَنبكي |
| كُلَّمَا التَاعَ أَو تَباكى فُؤادُ |
| ما لحُسَّادِنا يَهُدُّونَ ما نَبني - |
| وَنُرسي مَا يُعمِّرُ الحُسَّادُ |
| قد غَسلنَا قُلوبَنَا من وباءٍ |
| فلمَاذا تنوشُنَا الأَحقَادُ |
| أَلأَنَّا نَشكو فيجزعُ أَيكٌ |
| ثم نَشدو فترقُصُ الأَعْوادُ؟ |
| أَلأَنَّا على الرَّذِيلةِ حَربٌ |
| وسيوفٌ على الضَلالِ حِدادُ؟ |
| أَلفُ أَهلاً بِقَالةِ الحَقِّ لكنْ |
| لا يَخُضْ غَمَرَةَ الخَنى نقّادُ |
| رُبَّ نَقدٍ يَهدي إِلى مَنهجِ الرُّشْدِ - |
| ونَقدٍ يَضيعُ فِيهِ الرَّشْادُ |
| كلُّ صَرحٍ يُبنى عَلى الظُّلمِ يَهوي |
| أو يَبقى مِ النارِ إلاَّ الرَّمادُ؟ |
| * * * |
| يا رفيقَ الطّريقِ جِئنَاكَ سَرباً |
| هَاتِ حَدِّثْ فكُلُّنا إرْصَادُ |
| هاتِ جِداً وَهاتِ مَزحاً وغَمزاً |
| قد يَلَدُّ الحديثُ وهو مُعادُ |
| لا تُطِلْ غَيبةَ الهَزارِ عن الرَّوضِ - |
| وإلاَّ جَنَى عليهِ البُعَادُ |
| كُلّّمَا التفَّ مَجلِسٌ أدبيٌّ |
| سيقولُ الرِّفاقُ أينَ جَوادُ؟ |