| سألتُكَ أيُّها القصرُ المنيفُ |
| أيبقى بعدَك السَّمرُ اللَّطيفُ؟ |
| غداً تطوي بشَاشتَكَ الليالي |
| ويَنْعَبُ في مغانِيكَ الخريفُ |
| وتَخلو من بَلابِلها غصونٌ |
| فلا شدوٌ يُحَسُّ ولا حَفيفُ |
| ستذكرُ عهدَكَ الزَّاهي نفوسٌ |
| وبتكي ظِلَّكَ الضَّافيِ ضُيُوفُ |
| وتُغضِي دونَك الأبصارُ شَكرى |
| كما يُغضِي على البلوى ضَعِيفُ |
| جمعتَ على هوى الفُصحى قُلوباً |
| تناهَبَهَا من الدُّنيا صُروفُ |
| وأوحيْتَ الطَّريفَ مِنَ المَعاني |
| فماجَ بِجوِّكَ الشِّعرُ الطَّريفُ |
| بِرُوحي مَن أُودِّعُه وقلبي |
| على شُرُفَاتِهِ أبداً يَطُوفُ |
| يحنُّ إلى لَيالِيهِ وَيصْبوُ |
| كما يَصْبُو إِلى الإِلفِ الأَليفُ |
| بِرُوحي "أرِبعاؤُكَ" كمْ أطلَّتْ |
| عَلينا مِنْ روائِعِهَا طُيوفُ! |
| وكم هَاجتْ بِنا النَّجوى فأوحتْ |
| بما لمْ يُوح للشَّيخِ الرَّصيفُ
(1)
|
| غداً يسعى إليكَ بِنا حَنينٌ |
| فيُوصَدُ دونَنَا بابٌ عَنيفُ |
| فمن نأوي إِليه وقدْ تخلَّى |
| عن الأُدباءِ شاعرُك الظَّريفُ؟ |